ويجئ مميّزها منصوبا مفردا ، كقوله [من الوافر] :
٤٥٢ ـ إذا عاش الفتى مأتين عاما |
|
فقد ذهب المسرّة والفتاء (١) |
ولا يرد شيء من الأمرين على قضيّة كلام المصنّف ، لأنّه شاذ.
«ورفضوا» أي العرب تركوا «جمع المأئة» مضافا إليها ثلاث وأخواته ، ولم يقولوا ثلاثمئات أو مائين ، وإن كان هو القياس ، لأنّ مميّز الثلاثة إلى العشرة يكون جمعا ، كما مرّ ، لكنهم كرهوا الجمع هنا لما في الإتيان به من تكرّر معنى التانيث ، لأنّ الجمع مؤنّث معنى ، والمائة أيضا مونث ، فعومل بالخفّة لذلك ، أو لأنّ المائة وإن أفردت لفظا فهي جمع معنى ، لأنّها عشر عشرات وهو عدد قليل. وقد جاء في الشعر [من الطويل] :
٤٥٣ ـ ثلاث مئين للملوك وفى بها |
|
ردائي وجلّت عن وجوه الأهاتم (٢) |
قالوا : قتل في معركة ثلاثة ملوك من العرب ، وكان دياتهم ثلاثمائة بعير ، فرهن ردائه بالدّيات الثلث ، وهو دليل شرفه ، ووجوه الأهاتم أعيانهم ، وهم بنو الأهتم سنان بن سميّ ، سمّي بذلك لأنّه كسر ثنيته يوم الكلاب ، والهتم كسر الثنايا من أصلها ، ولا يرد ذلك على قضية كلام المصنّف ، لأنّه شاذّ.
قال الرضيّ. وإن لم يضعف إلى المائة ثلاث وأخواته جمعت ، وأضيف ذلك الجمع إلى المفرد ، نحو : مئات رجل ، انتهى.
«وأصول العدد» الّتي يرجع إليها «اثنتا عشر كلمة» ، وأشار بترك تعيين الفروع إلى أنّه لا يضبطها عدد ، وهي «واحد إلى عشرة» ، والغاية داخلة فهي عشر كلمات ، «ومائة وألف» كلمتان أخريان مع العشر المذكورة ، فالمجموع اثنتي عشره كلمة ، وما عداها فهو متفرّغ عليها إمّا بتثنيته ، نحو : مأتين وألفين ، وإمّا بجمع ، نحو : مئات وألف ، وإمّا بإلحاق علامة الجمع ، نحو : عشرين وأخواته وإمّا لعطف ، نحو : ثلاثة وعشرين وأخواته ، وإمّا بالتركيب التضمّني ، نحو : خمسة عشر ، وإمّا بالتركيب الإضافيّ ، نحو : ثلاثمائة.
«فالواحد» اسم فاعل من وحد يحد ، أي انفرد ، فهو بمعنى المنفرد ، أي العدد المنفرد ، «والاثنان» لفظ موضوع لواحدين من المثنّى ، فاللام محذوفة ، و «يذكّران مع» العدد «المذكّر» ، فيقال : رجل واحد ورجلان اثنان ، «ويؤنّثان مع» العدد «المؤنّث» ، فيقال : امراة واحدة وامرأتان اثنتان أو ثنتان على الأصل.
__________________
(١) هو للربيع بن ضبع الفزاري وإنّه كان من المعمرين فلمّا بلغ مأتي سنة قال الأبيات وهذا البيت منها. اللغة : الفتاء : الشباب.
(٢) البيت للفرزدق. اللغة : الرداء : الثوب ، جلّت : كشفت.