هذه «تتمّة» الأحكام العدد في التذكير والتأنيث ، «تقول» : أنت يا مخاطبا في الأعداد المركّبة عندي «أحد عشر» عبدا اثنا عشر «رجلا» بتذكير الجزئين «في» العدد «المذكّر ، إحدى عشرة» أمة ، اثنا عشرة «امرأة» على لغة الحجازيّين ، وثنتا عشرة امرأة على لغة التميميّين بتأنيث الجزئين «في» العدد «المؤنّث» على الأصل ، والقياس في المذكّر والمؤنّث.
تنبيهات : الأوّل : الهمزة في أحد وإحدى منقبلة عن الواو ، إلا أنّ الأوّل شاذّ لازم غالبا عند الجميع والثاني مطّرد عند المازنيّ ، وهو الأصحّ كإشاح ، وإكاف شاذّ عند غيره ، وقد اختاروهما في الأعداد المنفيّة على واحد وواحدة تخفيفا ، وقيل : خوف الالتباس بالصّفة ، وقد يستعملونها فيها أيضا ، لكن قليلا ، فيقال : واحد عشر وواحدة عشرة وواحدة وعشرون ، وربّما قيل : وحد عشر.
قال الرضيّ : ويستعمل أحد وإحدى في غير التنييف (١) مضافين مطّردا ، نحو : أحدهم وإحداهنّ ، ولا تستعمل إحدى إلا في التنييف أو مضافة ، وأمّا أحد فيستعمل مطّردا لعموم العقلاء بعد نفي أو نهي أو استفهام أو شرط ، نحو : ما جاءني أحد ، ويلزمه الافراد والتذكير ، قال تعالى : (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) [الأحزاب / ٣٢] ، وتعريفه حينئذ نادر ، ولا يقع في إيجاب يراد به العموم ، فلا يقال : لقيت أحدا إلا زيدا خلافا للمبرّد. قال أبو على : وهمزته في غير الموجب للاستغراق أصليّة لا بدل من الواو ، انتهى ملخّصا.
وما ذهب إليه أبو على ذهب إليه جماعة أيضا منهم ابن بابشاذ في شرح الجمل ونصّه : وأمّا أحد من قولك : ما في الدّار أحد ونحوها إذا استعملت في غير الواجب ، همزتها أصليّة غير مبدلة ، انتهى.
وكان الحامل لهم على ذلك كما قال الرضي : إنّهم لّما لم يروا في ذلك معنى الوحدة ارتكبوا كون الهمزة أصليّة ، والأولى أن يقال : إنّ همزته في كلّ موضع منقلبة عن الواو ، ومعنى ما بالدار أحد ، ما فيها واحد ، فكيف ما فوقه ، وقد يستعمل في الموجب بلا تنييف ولا إضافة استعمال واحد ، كما في : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) [التوحيد / ١].
الثاني : ما ذكرناه من أنّ الألف في إحدى للتأنيث هو الأصحّ الّذي عليه الجمهور ، قال ابن بابشاذ في شرح الجمل : ومحال أن تكون للإلحاق بمترلة ألف معزى ، كما قال بعضهم لأنّها لو كانت للإلحاق لسمعت منوّنة في قولك : إحدى وعشرون جارية ، لأنّ ألف الإلحاق منوّنة ، ما لم يكن الاسم الّذي هي فيه علما ، فإذا بطل أن تكون للإلحاق ،
__________________
(١) أي مع عشرة أو مع عشرين وأخواته.