تنبيهات : الأوّل : إنّ التأكيد اللفظيّ يجرى في الاسم ظاهرا كما مرّ ، ومضمرا كما قام إلا أنت أنت ، وفي الفعل بإعادة لفظه ، نحو : قام زيد ، أو بمرادفه ، نحو : صمت سكت زيد ، وفي الحرف كذلك ، نحو : نعم نعم وقوله [من الطويل] :
٥٦٨ ـ ... |
|
أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره (١) |
وفي الجملة كقوله [من الهزج] :
٥٦٩ ـ أيا من لست أقلاه |
|
ولا في البعد أنساه |
لك الله على ذاك |
|
لك الله لك الله (٢) |
فإن كان المؤكّد ضميرا متّصلا أو حرفا غير جواب لم يعد اختيارا إلا مع ما دخل عليه ، نحو : قمت قمت ، أكرمتك أكرمتك ، مررت به مررت به ، إنّ زيدا إنّ زيدا قائم ، أو إنّ زيدا إنّه قائم ، أو مفصولا بفاصل ، ولو حرف عطف أو وقف ، كقوله [من الخفيف] :
٥٧٠ ـ ليت شعري هل ثمّ هل آتينهم (٣) |
|
|
وقوله [من الرجز] :
٥٧١ ـ لا ينسك الأسى تأسّيا فما |
|
ما من حمام أحد معتصما (٤) |
ولا يجوز إعادته وحده دون فصل إلا ضرورة ، كقوله [من الوافر] :
٥٧٢ ـ فلا والله لا يلفي لما بي |
|
ولا للما بهم أبدا دواء (٥) |
أجاز الزمخشريّ وابن هشام والرضيّ نحو : إنّ إنّ زيدا قائم ، قال ابن مالك : وهو مردود لعدم إمام يستند إليه ، أو سماع يعتمد عليه ، ولا حجّة في قوله [من الخفيف] :
٥٧٣ ـ إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم |
|
يرين من أجاره قد ضيما (٦) |
فإنّه من الضرورات.
أمّا أحرف الجواب فتعاد وحدها ، نحو : لا لا ، نعم نعم ، والأجود إعادة الجارّ مع الظاهر أو ضميره نحو : مررت بزيد بزيد ، وقوله تعالى : (فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها) [هود / ١٠٨] ، (فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) [آل عمران / ١٠٧].
__________________
(١) صدره : «وقلن على الفردوس اوّل مشرب» ، وهو لمضرس بن ربعي. اللغة : الفردوس : ماء لبني تميم ، وهو اسم لأعلى مكان في الجنّة ، المشرب : اسم مكان من الشرب ، أجل وجير : حرفا جواب ، أبيحت : حلّلت ، سمح بها ، الدعاثر : جمع دعثور وهو الحوض المتهدّم.
(٢) البيتان بلا نسبة. اللغة : أقلاه : أبغضه وأهجره.
(٣) تمامه «أو يحولنّ من دون ذاك حمام» ، وهو للكميت بن معروف. اللغة : الحمام : المؤنّث.
(٤) لم يذكر قائله. اللغة : الأسى : الحزن ، الحمام : الموت
(٥) هو لمسلم بن معبد الوالبي. اللغة : يلفي : مجهول من ألفيته بمعنى وجدته ، واللام الثانية في للما لتأكيد اللام الأولى.
(٦) لم يعيّن قائله. اللغة : أجاره : حكاء وأنقذه ، ضيم : مبني للمجهول من ضامه ضيما : ظلمه.