ومنها أنّ معمولها لا يكون إلا سببيّا ، أي متّصلا بضمير موصوفها إمّا لفظا ، نحو : زيد حسن وجهه ، أو معنى ، نحو : زيد حسن الوجه أي منه ، وقيل : إنّ أل خلف عن المضاف إليه بخلاف اسم الفاعل ، فإنّ معموله يكون أجنبيّا ، نحو : زيد ضارب عمرا وسببيّا ، نحو : زيد ضارب غلامه.
وقال ابن هشام في الأوضح (١) : وقول ابن الناظم إنّ جواز «زيد بك فرح» مبطل لعموم قولهم : إنّ معمول الصفة لا يكون إلا سببيّا مردود ، لأنّ المراد بالمعمول ما عملها فيه بحقّ الشبه وعملها في الظرف بما فيها من معنى الفعل ، وكذا عملها في الحال والتمييز ونحو ذلك ، انتهى.
ومنها أنّه لا يجوز أن يفصل بينها وبين معمولها بظرف أو عديله (٢) عند الجمهور بخلاف اسم الفاعل فيجوز بالاتّفاق.
ومنها أنّها لا تحذف ، ويبقي معمولها بخلاف اسم الفاعل ، فإنّه يحذف كما في باب الاشتغال ، نحو : زيد أنا ضاربه ، كما في نحو : هذا ضارب زيد وعمرا بخفض زيد ونصب عمر على إضمار فعل أو وصف منوّن ، ولا يجوز مررت برجل حسن الوجه والفعل ، بخفض الوجه ونصب الفعل ، ولا مررت برجل وجهه حسنه بنصب وجهه وخفض الصفة ، لأنّها لا تعمل محذوفة ، ولأنّ معمولها لا يتقدّمها ، وما لا يعمل لا يفسّر عاملا.
ومنها أنّها لا تتعرّف بالإضافة مطلقا بخلاف اسم الفاعل ، فإنّه يتعرّف بالإضافة ، إذا كان بمعنى الماضي ، أو أريد به الاستمرار.
ومنها أنّ معمولها لا يتبع بالصفة ، قاله الزجّاج ومتأخّر والمغاربة بخلاف اسم الفاعل ، فإنّه يجوز اتّباع معموله بجميع التوابع. قال ابن هشام : ويشكل على قول الزجاج الحديث في صفة الدجال : «الأعور عينه اليمني» (٣) قال الدمامينيّ : وخرّجه بعضهم على أنّ اليمني خبر لمبتداء محذوف ، لا صفة عينه ، كأنّه قيل : أيّ عينيه؟ قيل اليمني ، انتهى. وخرّجه بعض على أنّه منصوب بفعل محذوف ، أي أعني.
ومنها أنّها تؤنّث بالألف كحمراء الوجه بخلاف اسم الفاعل ، فإنّه لا يؤنّث إلا بالتاء.
__________________
(١) سقطت هذه الجملة في «ح».
(٢) العديل : المثل والنظير.
(٣) صحيح البخاري ، ٤ / ٧٨٨ ، رقم ٢٢٠٩.