تنبيهات : الأوّل : قد يرد الفاعل اسم إشارة متبوعا بذي اللام وعلما ومضافا إلى اسم الجلالة كقوله [من الرمل] :
٧٤٨ ـ بئس هذا الحيّ حيّا ناصرا |
|
... (١) |
وقول سهل بن خيف : شهدت صفين وبئست صفون ، وقول بعض العبادلة : بئس عبد الله إن كان كذا ، وقول الشاعر [من الرمل] :
٧٤٩ ـ بئس قوم الله قوم طرقوا |
|
... (٢) |
وكلّ ذلك من الشذوذ ، بحيث لا يقاس عليه. قال الجرميّ باطّراد المضاف إلى اسم الجلالة وغيره بتأويل ما ورد منه ، ومن العلم على أنّه المخصوص ، والفاعل مضمر ، حذف مفسّره.
الثاني : القول بأنّ كلّا من نعم وبئس يرفع فاعلا مبنيّ على مذهب البصريّين والكسائيّ القائلين بفعليتهما ، وأمّا جمهور الكوفيّين القائلين باسميّتهما ، فقال ابن العلج في البسيط : ينبغي أن يكون المرفوع بعدهما تابعا عندهم لنعم ، أمّا بدلا أو عطف بيان ، ونعم اسم يراد به الممدوح ، فكأنّك قلت : الممدوح الرجل زيد.
الثالث : الجمهور على أنّه لا يجوز الفصل بين نعم وأخواتها وفاعلها بظرف ولا غيره ، وفي البسيط يجوز الفصل لتصرّف هذا الفعل في رفعه الظاهر والمضمر وعدم التركيب ، وقال الكسائيّ يجوز الفصل بمعمول الفاعل نحو : نعم فيك زيدا راغب ، وقال أبو حيّان : في الشعر ما يدلّ له قال [من الوافر] :
٧٥٠ ـ ... |
|
وبئس من المليحات البديل (٣) |
قال : وورد الفصل بإذن وبالقسم في قوله [من الطويل] :
٧٥١ ـ ... |
|
لبئس إذن راعي المودّه والوصل (٤) |
وقوله [من الرمل] :
٧٥٢ ـ بئس قوم الله قوم طرقوا |
|
... (٥) |
«أو ضميرا مستترا» فيه وجوبا «مفسّرا بتمييز» مؤخّر عن الفعل مطابق للمخصوص في الإفراد والتذكير ، وفروعهما عامّ في الوجود قابل لأل ، فلا يقال : نعم شمسا هذه الشمس ، لأنّ الشمس مفرد في الوجود ، ولا يفسّر بمثل وغير وأي وأفعل
__________________
(١) تمامه «ليت أحياءهم فيمن هلك» ، لم يسمّ قائله.
(٢) تمامه«فقروا جارهم لحما وحر» ، وهو مجهول القائل.
(٣) صدر «فبادرن الديار يزفن فيها» ، وهو لرفاعة بن عاصم الفقعسى.
(٤) صدره «أروح ولم أحدث ليلي زيارة» ، وهو لأبي هلال الأحدب.
(٥) تقدّم برقم ٧٤٩.