زيد ، والمبتدأ وخبره كزيد قائم ، وما كان بمترلة أحدهما ، نحو : ضرب اللّصّ ، وأقائم الزيدان ، وكان زيد قائما ، وظننته قائما ، وبهذا يظهر لك أنّهما ليسا مترادفين ، كما يتوهّمه كثير من الناس ، والصواب أنّها أعمّ ، إذ شرطه الإفادة بخلافها ، ولهذا تسمعهم يقولون : جملة الشرط ، جملة الجواب ، جملة الصلة ، وكلّ ذلك ليس مفيدا ، فليس كلاما ، انتهى.
قال العلّامة السيوطيّ ، وقد نازعه بعضهم في ذلك ، وادّعي أنّ الصواب ترادف الكلام والجملة ، انتهى. وأجاب ناظر الجيش عمّا ذكره في جملة الشرط ونحوها بأنّ إطلاق الجملة عليها اطلاقا مجازيّا من باب إطلاق الشيء على ما كان عليه ، وأجاب غيره بأنّ تخلّف الحكم في جملتي الشرط والجزاء لا يقدح في كون كلّ جملة مركّبة تفيد ، إذ المراد في الأعمّ الأغلب ، وهذا كقولهم : إنّ المبدل منه في نيّة الطرح ، أي في الأعمّ الأغلب ، فلا يقدح ما يعرض من المانع في بعض الصور ، نحو : جاءني الّذي مررت به زيد ، للاحتياج إلى الضمير ، وله نظائر ، وكذا ذكر الدمامينيّ في شرح المغني ما محصّله أنّ الخلاف في المسألة اصطلاحيّ ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، ونازعه الشمنيّ في ذلك ، والحقّ ما قال الدمامينيّ.
تنبيهات : الأوّل : ما فسّرت به الإسناد في حدّ الجملة هو قضية كلام جماعة في مثل هذا المقام ، إذ لو أريد بالإسناد النسبة التامّة كانت الجملة كالكلام في اعتبار الإفادة ، فلا يتفرّع عليه قوله ، فهي أعمّ من الكلام ، لكن قال بعضهم : تفسير الإسناد بالنسبة مطلقا يلزم منه انتقاض التعريف بالمركّب المشتمل على نسبة ناقصة كغلام زيد ، واختار بعض المحقّقين تفسير الإسناد هنا بالنسبة التامّة ، والمقصود كون المركّب الّذي هو الجملة مشتملا على الإسناد حالا أو أصلا ، فلا تكون الجملة كالكلام في اعتبار الإفادة ، فتأمّل.
الثاني : قال شيخ شيوخنا الحرفوشيّ في شرح التهذيب للمصنّف : ربّما أفهم كلام بعضهم أنّ الجملة أخصّ من الكلام ، وفيه نظر ، انتهى. قال تلميذه شيخنا العلّامة محمد الشاميّ : وما أفهمه كلام بعضهم نظرا إلى أنّ القرآن يطلق عليه الكلام ، ولا يطلق عليه الجملة ، ووجه النظر أنّ المانع من إطلاق الجملة على القرآن شرعيّ لإيهامها معنى الإجمال وإشعارها به لا لغويّ ، انتهى ، فتأمّل.
«فإن بدئت» أي صدرت الجملة «باسم» وصفا كان أو غيره فاسمها جملة «اسميّة» ، أي فتسمّى اسميّة ، نسبة إلى الاسم لتصديرها به ، ولا فرق بين أن يكون ذلك الاسم صريحا «نحو : زيد قائم» وهيها العقيق ، وقائم الزيدان ، عند من جوّزه.