/ ٥٩] ، أرجح منه في : (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) لمعادلتها للاسميّة وتقدير الفعلية في قوله [من البسيط] :
٨١٨ ـ ... |
|
فقلت أهي سرت أم عادني حلم (١) |
أكثر رجحانا من تقديرها في (أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا) لمعادلتها الفعلية.
السادس : نحو قاما أخواك ، فإنّ الألف إن قدّرت حرف تثنية كما أنّ التاء حرف تأنيث في قامت هند أو اسما وأخوك بدل منها ، فالجملة فعلية ، وإن قدّرت اسما وما بعدها مبتدأ ، فالجملة اسميّة ، قدّم خبرها.
السابع : نعم الرجل زيد ، فإن قدّر نعم الرجل خبرا عن زيد فاسميّة ، وإن قدّر : زيد خبرا لمحذوف فجملتان فعلية واسميّة.
الثامن : جملة البسملة فإن قدّر : ابتدائي بسم الله فاسميّة ، وهو قول البصريّين ، أو أبدأ ببسم الله ففعلية ، وهو قول الكوفيّين ، وهو المشهور في التفاسير والأعاريب.
التاسع : قولهم : ما جاءت حاجتك ، فإنّه يروى برفع حاجتك ، فالجملة فعلية ، وبنصبها فالجملة اسميّة ، وذلك لأنّ جاء بمعنى صار ، فعلى الأوّل ما خبرها ، وحاجتك اسمها ، وعلى الثاني ما مبتدأ ، واسمها ضمير ما ، وأنّث حملا على معنى ما وحاجتك خبرها.
ونظير ما هذه قولك : ما أنت وموسى ، فإنّها أيضا تحتمل الرفع والنصب ، إلا أنّ الرفع على الابتدائيّة أو خبريّة على خلاف بين سيبويه والأخفش ، وذلك إذا قدّرت موسى عطفا على أنت ، والنصب على الخبريّة أو المفعوليّة ، وذلك إذا قدّرته مفعولا معه ، إذ لا بدّ من تقدير فعل حينئذ ، أي ما يكون أو ما تصنع. ونظير ما هذه في الوجهين على اختلاف التقديرين ، كيف أنت وموسى ، إلا أنّها لا تكون مبتدأ ولا مفعولا به ، فليس للرفع إلا توجيه واحد ، وأمّا النصب فيجوز كونه على الخبريّة أو الحالية.
العاشر : الجملة المعطوفة من نحو : قعد عمرو وزيد قام ، والأرجح الفعلية للتناسب ، وذلك لازم عند من يوجب توافق الجملتين المتعاطفتين ، وممّا يترجّح فيه الفعلية ، نحو : موسى أكرمه ، ونحو : زيد ليقم وعمرو لا يذهب ، بالجزم ، لأنّ وقوع الجملة الطلبيّة خبرا قليل. إلى هنا كلام المغني.
__________________
(١) صدر البيت «فقمت للطّيف مرتاعا فأرّقني» ، وهو لزياد بن حمل التميمي. اللغة : الطيف : الخيال الطائف في المنام ، مرتاعا : حال وهو اسم فاعل من الإرتياع من الروع بمعنى الخوف ، أرّقني : أسهرني ، سرت : سارت ليلا ، الحلم : رؤيا النوم.