اللفظ لبس ، نحو : أعط من سألتك ، ولا يقال : من سألك ، أو قبح ، نحو : من هي حمراء أمّك ، فيجب حينئذ مراعاة المعنى ، أو يعضد المعنى سابق ، فيختار مراعاته نحو قوله [من الطويل].
٨٨٦ ـ وإنّ من النسوان من هي روضة |
|
تهيج الرياض قبلها وتصوّح (١) |
ويجوز الغيبة والحضور في ضمير المخبر به أو بموصوفه غير حاضر مقدّم لم يقصد تشبيهه بالمخبر به ، والحاضر يشمل المتكلّم والمخاطب نحو : أنا الّذي فعلت ، وأنا الّذي فعل ، وأنت الّذي فعلت ، وأنت الّذي فعل ، قال على (ع) [من الرجز] :
٨٨٧ ـ أنا الّذي سمّتني أمّي حيدره |
|
... (٢) |
وقال الآخر [من الطويل] :
٨٨٨ ـ أنا الرجل الضرب الّذي تعرفونه |
|
... (٣) |
وقال [من الطويل] :
٨٨٩ ـ وأنت الّتي حبّبت كلّ قصيرة |
|
إلى ولم تعلم بذاك القصائر (٤) |
وقال [من الطويل] :
٨٩٠ ـ وأنت الّذي آثاره في عدوّه |
|
... (٥) |
ومن أمثلة المخبر بموصوفة : أنت آدم الّذي أخرجتنا من الجنّة ، وأنت موسى الّذي اصطفاك الله ، ونقول : أنت فلان الّذي فعل كذا ، وإنّما جاز ذلك ، لأنّ المخبر عنه والمخبر به شئ واحد ، لكنّ اعتبار الخبر اكثر وأقيس.
وهل يختصّ ذلك بالّذي والّتي وتثنيتهما وجمعهما ، ويتعيّن في ما عدا ذلك الغيبة أو لا؟ قال أبو حيّان : والصواب الأوّل ، وزاد بعض أصحابنا ذو وذات الطائيّة والألف واللام ، وأجازه بعضهم في جميع الموصولات ، قال : وهو وهم منه ، فإن تأخّر المخبر عنه ، وتقدّم الخبر ، تعيّنت الغيبة عند الجمهور ، نحو : الّذي قام أنا ، أو الّذي قام أنت ، لأنّ الحمل على المعنى قبل تمام الكلام ممنوع. وأجاز الكسائيّ ذلك مع التأخير أيضا.
__________________
(١) هو لجران العود. اللغة : تصوّح : يبس حتّى تشقّق.
(٢) تمامه «ضرغام آجام وليث قسورة» ، اللغة : آجام : جمع أجمة ، وهي مأوي الأسد ، قسوره : أسد.
(٣) تمامه «خشاش كرأس الحيّة المتوقد» ، وهو لطرفة. اللغة : الخشاش : الرجل الخفيف ، المتوقد : النشيط.
(٤) هو لكثير عزة. اللغة : القصير : هنا الملازمة لخدرها ، القصائر : جمع قصيرة.
(٥) تمامه «من البؤس والنعمي لهنّ ندوب» ، وهو لعلقمة الفحل. اللغة : البؤس : المشقّة ، النعمى : الخفض والدعة ، الندب : جمع الندوب : السريع الخفيف عند الحاجة.