(أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ) [الأعراف / ١٠٠] أو بقد ، نحو : (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا) [المائدة / ١١٣].
أو بحرف تنفيس ، نحو : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ) [المزمل / ٢٠] ، وندر خلوّها من جميع ما ذكر كقوله [من الخفيف] :
٩١٥ ـ علموا أن يومّلون فجادوا |
|
قبل أن يسألوا بأعظم سؤل (١) |
وخرج عليه قراءة (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) [البقرة / ٢٣٣] ، وقوله [من البسيط] :
٩١٦ ـ أن تقرآن على أسماء ويحكما |
|
منّي السّلام وأن لا تشعرا أحدا (٢) |
وربّما عملت في ظاهر كقوله [من الطويل] :
٩١٧ ـ فلو أنك في يوم الرّخاء سألتني |
|
طلاقك لم أبخل وأنت صديق (٣) |
وهو مختصّ بالضرورة على الأصحّ.
والثالث : أن يكون «مفسّرة» بمترلة أي ، لكن تفارقها في أنّها لا تدخل على مفرد ، لا يقال : مررت برجل أن صالح. قال في الهمع : وكأنّهم أبقوا عليها ما كان لها من الجملة ، وهي مع هذا غير مختصّة بالفعل ، بل تكون مفسّرة للجملة الاسميّة والفعلية ، نحو : كتبت إليه أن قم ، وأرسل إليه أن ما أنت وهذا ، «وشرطها التوسّط بين الجملتين أوّلهما بمعنى القول وعدم دخول جارّ عليها» ولو زائدا نحو قوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) [المومنون / ٢٧] ، (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ) [الأعراف / ٤٣] ، وباشتراط التوسّط بين الجملتين غلط من جعل منها قوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [يونس / ١٠] ، لأنّ المتقدّمة عليها غير جملة ، وإنّما هي المخفّفة من الثقلية وباشتراط كون أولها بمعنى القول ، وردّ أبو عبد الله الرازيّ على الزمخشريّ حيث زعم أن الّتي في قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي) [النحل / ٦٨] مفسّرة ، قال لأنّ قبله وأوحى ، والوحي هنا إلهام باتّفاق ، وليس في الإلهام معنى القول ، قال : وإنّما هي مصدريّة ، أي باتّخاذ الجبال بيوتا ، انتهى.
وتعقّبه ابن الصائغ بأنّ إلهام الله تعالى لعباده بقوله وأمره ، فلم يمتنع تفسيره بأن اتّخذي ، قال الشمنيّ : وفيه نظر ، أمّا أوّلا فلأنّ الإلهام مفسّر في الكتب الكلاميّة بإلقاء
__________________
(١) لم يعلم قائله. اللغة : السؤل : ما سألته.
(٢) لم يذكر قائله.
(٣) لم يعز إلى قائل معين. اللغة : صديق : يجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول فيكون تذكيره مع أنّ المراد به أنثي قياسا ، لأن فعيلا بمعنى المفعول يستوي فيه المذكر والمؤنّث والمفرد وغيره غالبا كجريح وقتيل ، ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل ، ويكون تذكيره مع المؤنّث جاريا على غير القياس. ابن عقيل ، شرح ابن عقيل ، المجلّد الأوّل ، الطبعة السادسة ، تهران ، ١٤١١ ه ، ص ٣٨٤.