من باب إذا الفجائية وهو مقصودنا هنا
والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا |
|
إذا عنت فجأة الأمر الّذي دهما |
وربّما نصبوا للحال بعد إذا |
|
وربّما رفعوا من بعدها ربما |
فان توالى ضميران اكتسى بهما |
|
وجه الحقيقة من اشكاله غممّا |
لذاك أعيت على الأفهام مسألة |
|
أهدت إلى سيبويه الحتف والغممّا (١) |
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها |
|
قدما أشد من الزنبور وقع حما |
وفي الجواب عليها هل «إذا هو هي» |
|
أو هل «إذا هو ايّاها» قد اختصما |
وخطّأ ابن زياد وابن حمزة في |
|
ما قال فيهما أبا بشر وقد ظلما |
وغاظ عمرا علي في حكومته |
|
يا ليته لم يكن في أمره حكما |
وفجّع ابن زياد كلّ منتخب |
|
من أهله إذ غدا منه يفيض دما |
كفجعة ابن زياد كلّ منتخب |
|
من أهله إذ غدا منه يفيض دما |
فظلّ بالكرب مكظوما وقد كربت |
|
بالنفس أنفاسه أن تبلع اكظما |
قضت عليه بغير الحقّ طائفة |
|
حتّى قضي هدرا ما بينهم هدما |
من كلّ أجود حكما من سدوم قضى |
|
عمرو بن عثمان ممّا قد قضى سدما |
حساده في الورى عمت فكلّهم |
|
تلفيه منتقدا للقول منتقما |
فما النهى ذمّما فيهم معارفها |
|
ولا المعارف في أهل النهى ذمّما |
فأصبحت بعده الأنفاس كامنة |
|
في كلّ صدر كان قد كظّ أو كظما |
وأبحت بعده الانقاس باكية |
|
في كلّ طرس كدمع سحّ وانسجما (٢) |
وليس يخلو امرئ من حاسد أضم |
|
لولا التنافس في الدنيا لما أضما |
والغبن في العلم أشجى محنة علمت |
|
وأبرح الناس شجوا عالم هضما |
__________________
(١) الحتف : الهلاك ، الغمم : جمع الغمة بمعنى الغمّ.
(٢) الانقاس : جمع النقس : المداد ، الطرس : الصحيفة.