يعنى واللازم باطل ، فإنّه يجمع بينهما كما تقول : أتمنّى لو قام زيد. قال الدمامينيّ : والظاهر أنّ هذا الوجه الّذى أبطله هو مذهب الزمخشريّ ، فيكون مذهبه أنّ لو قد ترد مفيدة للتمنّي بحسب الوضع ، وما أورده من استلزمه منع الجمع بينهما وبين فعل التمنّي لا يرد عليه ، فإنّها عند مجامعتها لفعل التمنّي تكون لمجرّد المصدريّة مسلوبة الدلالة على التمنّي ، فلا يمتنع الجمع إذ ذاك ولا إشكال ، لكن يحتاج إلى ثبوت أنّ الزمخشريّ موافق على مجيء لو مصدريّة.
الرابع : أن تكون مصدريّة بمعنى أن ، نحو : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [القلم / ٩] ، وقد مضت مشروحة في باب الموصول ، فليرجع إليه ، واقتضى اقتصاره في معنى لو على هذه الوجوه الأربعة أنّها لا ترد لغير ذلك.
وذكر في التسهيل أنّها قد تكون للعرض نحو : لو تترل بنا فتصيب خيرا ، وذكر ابن هشام اللخميّ أنّها تكون للتقليل ، نحو : تصدّقوا ولو بظلف محرق (١). وخرج عليه قوله تعالى : (وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) [النساء / ١٣٥] ، وفيه نظر لجواز أن تكون في الموضعين ونحوهما بمعنى أن ، أو يقال : التقليل مستفاد من المقام لا من نفس لو.
تتمة : تشتمل على مسائل تتعلّق بلو الشرطيّة الامتناعيّة.
إحداها : أنّها خاصّة بالفعل كالمصدريّة ، وقد يليها اسم مرفوع معمول لمحذوف ، يفسّره ما بعده ، أو اسم منصوب كذلك ، أو خبر لكان محذوفة ، أو اسم هو في الظاهر مبتدأ ، وما بعده خبر.
فالأوّل : كقولهم : لو ذات سوار لطمتني (٢).
والثاني : نحو : لو زيدا رأيته أكرمته.
والثالث : نحو : فالتمس ولو خاتما من حديد (٣).
والرابع : نحو قوله [من الرمل] :
١٠١٤ ـ لو بغير الماء حلقي شرق |
|
كنت كالغصّان بالماء اعتصاري (٤) |
واختلف فيه ، فقيل : محمول على ظاهره ، وإنّ الجملة الاسميّة ، وليتها شذوذا كما قيل في قوله [من الطويل] :
__________________
(١) ما وجدت هذا الحديث ، ولكن في مسند أحمد بن حنبل : ردّوا السائل ولو بظلف شاة محرق. مسند الامام أحمد بن حنبل ، لاط ، دار الإحياء التراث العربي ، بيروت ، ٥ ، ١٩٩٤ / ٣٨١.
(٢) ذات سوار : الحرّة ، لأنّ الإماء عند العرب لا تلبس السوار ، هذه الجملة مثل ، قالته امرأة لطمتها من ليست بكفء لها ، ونسب أيضا إلى حاتم. لسان العرب ٤ / ٣٥٧٣.
(٣) صحيح بخاري ٤ / ٢٥ ، رقم ٥٥.
(٤) هو لعدى بن زيد. اللغة : شرق : من شرق بريقة إذا غضّ ، الغصان : من غصّ بالماء : وقف في حلقه فلم يكد يسغيه ، الاعتصار : شرب الماء قليلا قليلا لتزول الغصّة.