وخامسها : أنّها موصولة ، وهي المخصوص ، وما أخرى تمييز محذوف ، والأصل نعم ما ما صنعت.
وسادسها : أنّ ما تمييز ، والمخصوص ما أخرى موصولة محذوفة ، والفعل صلة.
وسابعها : أنّ ما مصدريّة ، ولا حذف في الكلام ، وتأويله نعم صنعك ، وإن كان لا يحسن في الكلام نعم صنعك ، كما نقول : أظنّ أن تقوم ، ولا تقول : أظنّ قيامك.
وثامنها : أنّ ما فاعل ، وهي موصولة يكتفى بها بصلتها عن المخصوص.
وتاسعها : أنّ ما كافّة لنعم ، كما كفّت قلّ ، فصارت تدخل على الجملة الفعليّة.
وعاشرها : أنّ ما نكرة موصوفة مرفوعة بنعم.
والمشهور : من هذه المذاهب الثلاثة الأوّل (١) ، انتهى.
الثالث : قولهم : إذا أرادوا المبالغة في الإخبار عن أحد بالإكثار من فعل كالكتابة مثلا «إنّ زيدا ممّا أن يكتب» أي إنّه من أمر كتابة ، أي إنّه مخلوق من أمر ذلك الأمر هو الكتابة ، فما بمعنى شيء ، وأن وصلتها في موضع خفض بدلا منها ، والمعنى بمترلته في : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) [الأنبياء / ٣٧] ، جعل لكثرة عجلته كأنّه خلق منها ، وزعم السيرافيّ وابن خروف ، وتبعهما ابن مالك ونقله عن سيبويه ، أنّها معرفة تامّة بمعنى الشيء أو الأمر ، وأن وصلتها مبتدأ ، والظرف خبره ، والجملة خبر لأنّ ، قال ابن هشام في المغني : ولا يتحصّل للكلام معنى طائل على هذا التقدير.
والثالث : [من أقسام ما الاسميّة] أن تكون صفة لنكرة ، وتفيد الإبهام وتأكيد التنكير ، ويعبّر عنها بالإبهاميّة ، ويتفرّع على الإبهام التعظيم ، نحو قولهم : لامر ما جدع قصير أنفه ، أي لأمر عظيم ، وقصير هذا هو ابن سعد صاحب جذيمة ، قيل فيه هذا المثل ، لما جدع أنفه للحيلة في طلب دم جذمية من الزبا ، والقصة مشهورة ، والتعميم كأعطه شيئا ما ، أي شيء كان ، والتحقير نحو : أعطاني شيئا ما ، أي حقيرا ، والنوعيّة كاضربه ما أي نوعا من الضرب ، ويختلف معناها بحسب المقامات.
وما ذهب إليه المصنّف من أنّ ما هذه اسم هو رأي قوم من النحويّين ، منهم ابن السّيّد وابن عصفور ، واختاره ابن الحاجب ، والمشهور أنّها زائدة منبّهة على وصف لائق بالمحلّ ، فتكون حرفا لا اسما. واختاره ابن مالك ، وأبطله ابن عصفور بقلّة زيادة ما في الأوائل والأواخر ، وبأنّها لو كانت زائدة لم يكن في الكلام ما يفيد معنى التعظيم
__________________
(١) في رأي ابن مالك لا فرق بين أن يكون بعد نعم ما (نعمّا) وبئس ما (بئسما) فعل أو اسم ، وفي كلتا الصورتين «ما» إمّا أن تكون نكرة منصوبة على التمييز ، وفاعل نعم ضمير مستتر ، أو اسم معرفة ، وهي الفاعل. يقول في الألفية :
و «ما» مميّز وقيل : فاعل |
|
في نحو «نعم ما يقول الفاضل» |
(شرح ابن عقيل ٢ / ١٦٦)