ونحوه. وزيّف ابن مالك القول بالاسميّة بأنّ زيادة ما عوضا عن محذوف ثابت في كلامهم ، نحو : إمّا أنت منطلقا انطلقت ، وحيثما تكن أكن ، فزادوها في الأوّل عوضا عن كان ، وفي الثاني عوضا عن الإضافة ، وليس في كلامهم نكرة موصوف بها جامدة جمود ما ، إلا وهي مردفة بمثل الموصوف ، نحو : مررت برجل أيّ رجل ، وطعمنا شاة كلّ شاة ، فالحكم على ما المذكورة بالاسميّة واقتضاء الوصفيّة حكم بما لا نظير له ، فوجب اجتنابه.
الرابع : أن تكون «شرطيّة» ، وهي نوعان : «زمانيّة وغير زمانيّة».
فالزمانيّة نحو قوله تعالى : (فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) [التوبة / ٧] ، أي استقيموا لهم زمان استقاموا لكم.
وغير الزمانيّة نحو قوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) [البقرة / ١٩٧].
ومجيئها للزمان أثبته الفارسيّ وأبو البقاء وابن شابه (١) وابن مالك ، واستدلّ عليه ابن مالك بقوله [من الوافر] :
١٠٣٩ ـ فما تك يا بن عبد الله فينا |
|
فلا ظلما نخاف ولا افتقار (٢) |
وقال ابن هشام : وليس بقاطع لاحتماله للمصدر ، أى للمفعول المطلق والمعنى : أيّ كون تكن فينا طويلا أو قصيرا ، انتهى. ومن لم يثبت الزمانيّة حمل الآية أيضا على المفعول ، والمعنى أيّ استقامة استقاموا لكم فاستقيموا لهم.
والخامس : أن تكون «استفهاميّة» بمعنى أيّ شيء ، ويسأل بها عن أعيان ما لا يعقل وأجناسه وصفاته وأجناس العقلاء وأنواعهم وصفاتهم نحو : (ما هِيَ) [البقرة / ٦٨] ، (ما لَوْنُها) [البقرة / ٦٩] ، (ما وَلَّاهُمْ) [البقرة / ١٤٢] ، (ما تِلْكَ بِيَمِينِكَ) [طه / ١٧] ، (مَا الرَّحْمنُ) [الفرقان / ٦٠] ، ولا يسأل بها عن أعيان أولى العلم خلافا لمن أجازه ، وأمّا قول فرعون : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) [الشعراء / ٢٣] ، فإنّه قال جهلا ، ولهذا أجابه موسى بالصفات ، قاله في الإتقان (٣).
ويجب حذف ألفها إذا جرّت ، وإبقاء الفتحة دليلا عليها ، سواء كان الجارّ اسما ، نحو : مجيء مه جئت ، وهذه الهاء لا ينطق بها وصلا ، وإنّما كتبت لأجل أنّها تجلب عند الوقف وجوبا حيث يكون الجارّ لما الاستفهاميّة اسما ، كما هو مقرّر في التصريف ، قاله
__________________
(١) لم أجد ترجمه حياته.
(٢) لم يسمّ قائله. اللغة : الافتقار : الاحتياج.
(٣) الإتقان في علوم القرآن للسيوطى المتوفى سنة ٩١١ ه.