وتطبيقها على رأي من الآراء ، ونهاية ما يكون أنه ربما بجاسر على استنباط آراء تضاف إلى الآراء.
والمذاهب السابقة التي عرضت إلى وقتنا هذا في كيفية تكون الكرة ، ومعرفة أصول تلك التقلبات والتغيرات التي يظهر لنا أنها غيرت سطحها هذا ، وينبغي أن نعتبر تبعا لبعض المعلمين القواعد الآتية أصولا صحيحة وحقائق ثابتة في الجيولوجيا وهي :
(أولا) : أن الكرة الأرضية الغير التامة الاستدارة ليست من طبيعة واحدة.
(وثانيا) : أن كثافة طبقات هذه الكرة تأخذ في الزيادة كلما قربت إلى المركز.
(ثالثا) : أن هذه الطبقات مهيأة تقريبا بانتظام حول مركز ثقل الأرض.
(رابعا) : أن سطح هذه الكرة المغطى بعضه بالبحر له شكل بختلف قليلا عن الشكل الذي تأخذه الكرة بموجب نواميس الموازنة لو قدرت سائلة.
(خامسا) : أن عمق البحر إنما هو يسير قليل بالنسبة للفرق بين محوري الأرض.
(سادسا) : أن عدم انتظام الأرض والأسباب التي تحدث وتضاريسها غير متوغلة فلا تقدح كرويتها.
(سابعا) : أن الأرض كلها كانت في الابتداء سائلة ، وهذه الأصول مختارة عموما ولم يزل. في الفلكيون والمشتغلون بالكائنات يؤسسون أعمالهم عليها ، فمن العبث الاشتغال بالمجادلة فيها وطالما تكلم في جميع الأعصار من ابتداء نظام العالم والاشتغال بالعلوم إلى وقتنا هذا أناس منهمكون على دراسة العلوم في كيفية تكون الأرض ، وأول من أظهر الآراء والأقوال في كيفية خلق الأرض هم الهنود ، والكلدانيون ، والمصريون ، والعبرانيون ، ثم اشتغل بعدهم بهذا الموضوع فلاسفة اليونانيين ووصلت إلينا آراؤهم ، ولم تزل العلماء تتذكر في هذه المسألة بعدهم زمن سطوة الرومانيين ومن خلفهم في المملكة مع أن العلوم كانت في تلك الأزمنة محدودة غير متسعة وغير نامية ، ثم لما ظهرت المعارف وأخذت العلوم في الاتساع والنمو بذل الحادثون بعدهم غاية اجتهادهم فيها بعد الوقوف على القصة لكرة الأرض ومع ذلك كان آراؤهم في ذلك غير تامة السدس لكونهم أساسوها على ما قاله القدماء طلبا للوقوف على مشاهدات قليلة أو لم تبلغ حد التواتر أو رديئة الأرصاد.
وأما الآن فإن المتأخرين من علماء العرب عرضوا كالقدماء أيضا آراء وبينات تعليمية غير أنها بديعة الاستنباط لكونها مستخرجة من أفكار نيرة قادحة وأقيسة واضحة كشفوا بها هذا السر