٥٤٢ ـ إنّ الرّزيّة لا رزيّة مثلها |
|
فقدان مثل محمّد ومحمّد (١) |
وقول أبي نواس [من الطويل] :
٥٤٣ ـ أقمنا بها يوما ويوما وثالثا |
|
ويوما له يوم التّرحّل خامس |
قال ابن هشام في المعنى : وهذا البيت يسأل أهل الأدب عنه ، فيقولون : كم أقاموا؟
والجواب ثمانية ، لأنّ يوما الأخير رابع ، وقد وصف بأنّ يوم الترحّل خامس له ، وحينئذ فيكون يوم الترحّل هو ثامن له بالنسبة إلى أوّل يوم ، انتهى. ونقل الدمامينيّ عن بعضهم لذلك قصّة على أنّ الإقامة كانت خمسة أيام.
التاسع : عطف ما لا يستغني عنه ، كاختصم زيد وعمرو ، ومن ذلك جلست بين زيد وعمرو ، ومن ثمّ قال الأصمعيّ في قول امرئ القيس [من الطويل] :
٥٤٤ ـ ... |
|
بسقط اللوي بين الدخول فحومل (٢) |
والصواب أن يقال : بين الدخول وحومل ، وأجيب بأنّه على حذف مضاف ، والتقدير بين أهل الدخول فحومل ، أو بأنّ الدخول مشتمل على أماكن ، والتقدير بين أماكن الدخول وأماكن حومل ، فهو بمترلة اختصم الزيدون فالعمرون.
قال ابن هشام : ويشارك الواو في هذا الحكم أو المتّصلة في نحو : سواء على أقمت أم قعدت ، فإنّها عاطفة ما لا يستغنى عنه ، انتهى. أجاز الكسائي العطف في ذلك بالفاء وثمّ وأو. قاله في الهمع : وقال الفرّاء : رأيت رجلا ، يقول : اختصم عبد الله فرجل.
العاشر والحادي عشر : عطف العامّ على الخاصّ وبالعكس ، فالأوّل نحو : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) [النوح / ٢٨] ، والثاني نحو : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) [الأحزاب / ٧] ، ويشاركها في هذا الحكم الأخير كمات الناس حتى الانبياء ، وقدم الحاجّ حتى المشاة ، فإنّها عاطفة خاصّا على عامّ.
الثاني عشر : عطف عامل حذف ، وبقي معموله على عامل آخر ، يجمعهما معنى واحد كقوله [من الوافر] :
٥٤٥ ـ إذا ما الغانيات بررزن يوما |
|
وزجّجن الحواجب والعيونا (٣) |
__________________
(١) اللغة : الرزيّة والرزيئة : المصيبة وأراد بمحمّد الأول أخا الحجاج وبالثاني ولد الحجاج.
(٢) تقدّم برقم ١٧.
(٣) تقدّم برقم ٢٣٩.