زيد عمرا الآن أو غدا ، «أو» على اسم «مخبر عنه» الظرف نائب الفاعل. والمراد مخبر عنه باسم الفاعل ، نحو : زيد ضارب عمرا الآن أو غدا ، أو كان زيد ضاربا عمرا ، أو إنّ زيدا ضارب عمرا ، أو ظننت زيدا ضاربا عمرا ، أو أعلمت زيدا عمرا ضاربا بكرا الآن أو غدا.
«أو» على اسم «موصوف» به ، نحو : مررت برجل ضارب عمرا الآن أو غدا ، «أو» على اسم «ذي حال» ، نحو : جاء زيد راكبا فرسا ، والاعتماد على المقدّر كالاعتماد على الملفوظ به ، نحو : مهين زيد عمرا أم مكرمه؟ أي أمهين ، ونحو : ضارب عمرا الآن أو غدا لمن قال : أضارب زيد عمرا. أي هو ضارب ، ونحو قوله [من البسيط] :
٦٢٤ ـ كناطح صخرة يوما ليوهنها |
|
... (١) |
أي كوعل ناطح.
قيل : ومنه يا طالعا جبلا ، أي يا رجلا طالعا ، وقد مرّ ما فيه في بحث المنادى. وقال ابن مالك : إنّه اعتمد على حرف النداء ، وردّ ابنه بأنّ المعتمد عليه ما يقرب الوصف من الفعل ، وحرف النداء لا يصلح لذلك ، لأنّه من خواصّ الأسماء ، انتهى بالمعنى. والأصل فيه أن يعتمد على صاحبه من مخبر عنه أو موصوف أو ذي حال ، لأنّه وصف يقتضي أن يكون له موصوف ، فقياسه أن لا يقع إلا مع صاحبه ، وذكره بدونه يخرجه عن أصل وضعه ، فيلتحق بالجوامد ، فلا يعمل ، وإنّما اشترط عند فقدان الاعتماد على صاحبه اعتماده على النفي والاستفهام ، لأنّهم قصدوا به قصد الفعل نفسه ، فجرى مجراه ، وقد علم بالاستقراء أنّهم لا يستعملون الوصف قائما مقام الفعل إلا مع النفي أو الاستفهام.
تنبيهات : الأوّل : اشتراط أحد الزمانين والاعتماد أنّما هو للعمل في المنصوب لا لمطلق العمل بدليلين : أحدهما إنّه يصحّ زيد قائم أبوه أمس ، والثاني : إنّهم لم يشترطوا الصحّة نحو : أقائم الزيدان كون الوصف بمعنى الحال أو الاستقبال قاله ابن هشام في المغني.
الثاني : إذا قصد باسم الفاعل الاستمرار لم يعمل ، كما إذا كان بمعنى المضي ، فتكون إضافته حقيقة. ووقع للزمخشريّ في الكشاف أنّه يعمل ، وإن كانت إضافته غير حقيقية. قال في قوله تعالى : وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا (٢) [الأنعام
__________________
(١) تمامه «فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل» ، وهو للأعشى. اللغة : ليوهنها : مضارع أوهن الشيء إذا أضعفه. أو هي : أضعف ، الوعل : تيس الجبل ، أي ذكر الأروى.
(٢) في القرآن (وَجَعَلَ اللَّيْلَ ...) وو جاعل الليل ... على حسب قراءة بعض القرّاء.