مقيدا. والاجازة في قول الخليل : أن تكون القافية طاء والأخرى دالا ونحو ذلك ، وهو الاكفاء في قول أبي زيد ، ورواه الفارسي : الاجازة بالراء غير معجمة (١).
فالاجازة «بناء الشاعر بيتا أو قسيما يزيده على ما قبله ، وربما أجاز بيتا أو قسيما بأبيات كثيرة» (٢). فأما ما أجيز فيه قسيم بقسيم فقول بعضهم لأبي العتاهية :أجز : «برد الماء وطابا» ، فقال : «حبّذا الماء شرابا». وأما ما أجيز فيه بيت ببيت فقول حسان بن ثابت وقد أرق ذات ليلة :
متاريك أذناب الامور إذا اعترت |
أخذنا الفروع واجتنبنا أصولها |
وأجبل فقالت ابنته : يا أبت ألا أجيزك عنه؟ فقال : أو عندك ذاك؟ قالت : بلى. قال : فافعلي ، فقالت :
مقاويل للمعروف خرس عن الخنا |
كرام يعاطون العشيرة سولها |
قال : فحمى الشيخ عند ذاك فقال :
وقافية مثل السنان ردفتها |
تناولت من جوّ السماء نزولها |
فقالت ابنته :
براها الذي لا ينطق الشعر عنده |
ويعجز عن أمثالها أن يقولها |
وذكر أنّ العباس بن الأحنف دخل على الذلفاء فقال : أجيزي عني هذا البيت :
أهدى له أحبابه أترجّة |
فبكى وأشفق من عيافة زاجر |
فقالت غير مفكرة :
خاف التلوّن إذ أتته لأنّها |
لونان باطنها خلاف الظاهر |
وأما ما أجيز فيه قسيم بيت ببيت ونصف فقول الرشيد للشعراء : أجيزوا : «الملك لله وحده» فقال الجماز :وللخليفة بعده
وللمحب إذا ما |
حبيبه بات عنده |
واستجاز سيف الدولة أبا الطيب قول العباس بن الأحنف :
أمنّي تخاف انتشار الحدي |
ث ؛ وحظي في ستره أوفر |
فصنع القصيدة المشهورة :
هواك هواي الذي أضمر |
وسرّك سرّي فما أظهر |
إلا أنّه خرج فيها عن المقصد.
والاجازة ليست فنا بديعيا كالجناس أو التورية وانما يدخل في الكلام على الشعر ، ولم يدخل في المعجم إلّا لانه قرن الى التضمين كما فعل ابن رشيق حينما عقد بابا واحدا للاجازة والتضمين.
الاجتلاب :
اجتلاب الشعر سوقه واستمداده من الغير ، وهو من اجتلب أي ساق واستمد (٣).
وقرن الحاتمي والصنعاني الاجتلاب بالاستلحاق ، وقال الثاني عن الأخذ والاستعانة : «فمنها المحمود ومنها المذموم ، فأحد رتبه أن يأخذ اللفظ جميعا والمعنى كالبيت والبيتين والسجع التام والسجعتين وذلك على وجهين : إما أن يكون اجتلابا واستلحاقا فلا يدعي أنّه له ، بل يستعين به ويكون مقرا به ، مثل ما فعل عمرو بن كلثوم ببيتي عمرو ذي الطوق وهما :
صددت الكأس عنا أمّ عمرو |
وكان الكأس مجراها اليمينا |
__________________
(١) العمدة ج ٢ ص ٥٠ ، اللسان (جوز).
(٢) العمدة ج ٢ ص ٨٩ ، وينظر نضرة الأغريض ص ١٩٤ وما بعدها.
(٣) اللسان (جلب).