معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

قائمة الکتاب

البحث

البحث في معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

معجم المصطلحات البلاغيّة وتطوّرها

تحمیل

شارك

ومطلع أشجع السّلمي :

قصر عليه تحية وسلام

خلعت عليه جمالها الأيام

وقالوا إنّ الابتداءات البارعة التي تقدم أصحابها فيها معروفة ، منها :

أولا : قول النابغة المتقدم.

ثانيا : قول علقمة بن عبدة :

طحابك قلب في الحسان طروب

بعيد الشباب عصر حان مشيب

ثالثا : قول امرئ القيس :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل

رابعا : قول القطامي :

إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطّلل

وإن بليت وإن أعيا بك الطيل

خامسا : قول أوس بن حجر :

أيّتها النفس أجملي جزعا

إنّ الذي تحذرين قد وقعا

إنّ الذي جمع الشجاعة والنج

دة والحزم والنّدى جمعا

الألمعيّ الذي يظنّ بك الظّن

نّ كأن قد رأى وقد سمعا

وقالوا : «لم يبتدئ أحد من الشعراء بأحسن مما ابتدأ به أوس بن حجر ، لأنّه افتتح المرثية بلفظ نطق به على المذهب الذي ذهب إليه منها في القصيدة فأشعرك بمرادة في أول بيت» (١).

سادسا : قول أبي ذؤيب.

أمن المنون وريبها تتوجّع

والدهر ليس بمعتب من يجزع

وقد ابتدأ كلامه في أوله بما دل على آخر غرضه.

ومثل هذه الابتداءات كثير في شعر القدماء والمحدثين.

واستقبحوا مطلع اسحاق الموصلي :

يا دار غيّرك البلى ومحاك

يا ليت شعري ما الذي أبلاك

لأنّ القصيدة في تهنئة المعتصم بالله لما بنى قصره بالميدان وجلس فيه ، وقيل : إنّ المعتصم تطيّر بهذا الابتداء وأمر بهدم القصر.

وليس ما وقع فيه اسحاق من قبح الابتداء فريدا بل قد وقع فيه شعراء كبار كالمتنبي قال الثعالبي : «ولأبي الطيب ابتداءات ليست لعمري من أحرار الكلام وغرره بل هي ـ كما نعاها عليه العائبون ـ مستشنعة لا يرفع السمع لها حجابه ولا يفتح القلب لها بابه» (٢) من ذلك قوله :

هذي برزت لنا فهجت رسيسا

ثم انصرفت وما شفيت نسيسا

فانه لم يرض بحذف علامة النداء من «هذي» حتى ذكر الرسيس والنسيس ، فأخذ بطرفي الثقل والبرد.

وأحسن الابتداءات ما ناسب المقصود ويسمى «براعة الاستهلال» كقول أبي تمام يهنئ المعتصم بفتح عمورية وكان أهل التنجيم زعموا أنّها لا تفتح في ذلك الوقت :

السيف أصدق أنباء من الكتب

في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب

بيض الصفائح لاسود الصحائف في

متونهنّ جلاء الشّكّ والرّيب

وقول المتنبي يرثي أم سيف الدولة الحمدانى :

نعدّ المشرفية والعوالي

وتقتلنا المنون بلا قتال

__________________

(١) حلية المحاضرة ج ١ ص ٢٠٦.

(٢) يتيمة الدهر ج ١ ص ١٦١.