بانسان فقتله ودعا بمن وجب عليه القتل فأعتقه. فلما علم الخليل أنّه لم يفهم معنى الاماتة والإحياء اللذين أرادهما انتقل الى استدلال آخر فقال : (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ)(١) فأتاه باستدلال لا يجد لاسمه اسما مشتركا معه فتعلق بظاهره على طريق المغالطة ، أو لانّه لم يفهم إلا ذلك الوجه الذي تعلق به ، فلا جرم أنّ الجبار انقطع وأخبر الله سبحانه عنه بذلك حيث قال تعالى : (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)(٢) وفيه نوع يحيد المسؤول عن خصوص الجواب الى عمومه لتفيد تلك الحيدة زيادة بيان لا تحصل بخصوص الجواب.
__________________
(١) البقرة ٢٥٨.
(٢) البقرة ٢٥٨.