ومنه عامّ يراد به خاصّ كقوله سبحانه حكاية عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)(١) ، ولم يرد كلّ المسلمين.
ومنه جمع يراد به واحد واثنان كقوله عزوجل :(وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٢) ومنه واحد يراد به جميع كقوله تعالى : (هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ)(٣). والعرب تقول : «فلان كثير الدرهم والدينار» يريدون الدراهم والدنانير. وقال الشاعر :
هم المولى وإن جنفو علينا |
وإنّا من لقائهم لزور |
ومنه أن تصف الجميع صفة الواحد كقوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ)(٤) ويقال : «هم قوم عدل» قال زهير :
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم |
هم بيننا فهم رضا وهم عدل (٥) |
ومنه أن يوصف الواحد بالجمع كقولهم : «ثوب أهدام وأسمال» ، وقول الشاعر :
جاء الشتاء وقميصي أخلاق |
شراذم يضحك مني التوّاق |
ومنه أن يجتمع شيئان ولأحدهما فعل فيجعل الفعل لهما كقوله سبحانه : (فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما)(٦).
ومنه أن يجتمع شيئان فيجعل الفعل لأحدهما أو تنسبه الى أحدهما وهو لهما كقوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها)(٧) وقول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما عن |
دك راض والرّأي مختلف |
ومنه أن تخاطب الشاهد بشيء ثم تجعل الخطاب له على لفظ الغائب كقوله عزوجل : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها)(٨). وهذا هو الالتفات.
ومنه أن يخاطب الرّجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره كقوله : (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ) الخطاب للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال للكفّار : (فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ، يدلّ على ذلك قوله : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(٩).
ومنه أن تأمر الواحد والاثنين والثلاثة فما فوق أمرك الاثنين كقوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(١٠).
ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع كقوله سبحانه : (قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)(١١).
ومنه أن يتصل الكلام بما قبله حتى يكون كأنه قول واحد وهو قولان كقول سبحانه : (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً) ثم قال :(وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ)(١٢) وليس هذا من قولها وانقطع الكلام عند قوله : (أَذِلَّةً) ثم قال الله تعالى :(وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ.)
ومنه أن يأتي الفعل على بنية الماضي وهو دائم أو مستقبل كقوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(١٣) أي : أنتم خير أمة.
ومنه أن يجيء المفعول به على لفظ الفاعل كقوله سبحانه : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ
__________________
(١) الأعراف ١٤٣.
(٢) النور ٢.
(٣) الحجر ٦٨.
(٤) التحريم ٤.
(٥) يشتجر من المشاجرة وهي الخصومة.
وسرواتهم : أشرافهم.
(٦) الكهف ٦١.
(٧) الجمعة ١١.
(٨) يونس ٢٢.
(٩) هود ١٤.
(١٠) ق ٢٤.
(١١) المؤمنون ٩٩.
(١٢) النمل ٣٤.
(١٣) آل عمران ١١٠.