أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٤١) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (٤٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (٤٣))
٤١ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ) ... أي : أفلا ينظر هؤلاء الكفّار أنّا نعمد إلى الأرض فيأتيها أمرنا بنقصها من (أَطْرافِها) أي جوانبها وما حولها بالفتح على المسلمين وبأخذ أقسام منها من أيدي الكافرين والمشركين كما فتحنا لك مكّة المكرّمة وما حولها من القرى فنقصنا من أهل الكفر ، وزدنا في المسلمين. وقيل إن معناه : أولم يروا إلى ما يحدث في الدنيا من الخراب بعد العمار ، والموت بعد الحياة ، والنقصان بعد الزيادة؟. وقيل هذا الكلام يعني اليهود الّذين أخذت بلادهم وأموالهم وطردوا من أوطانهم وأصبحت بيد المسلمين بواسطتك وواسطة جيوشك التي نصرناها عليهم. وعن ابن عباس : أن نقصان الأرض يكون بموت العلماء. وعن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خذوا العلم قبل أن يذهب. قالوا : يا رسول الله : كيف يروح العلم ويذهب مع أن القرآن فينا نقرأه ونعلّمه لأولادنا؟ فغضب وقال : إن الله لا يقبض العلم من بين الناس ، ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتّخذ الناس رؤساء جهّالا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا (وَاللهُ يَحْكُمُ) بنقصان الأرض من الكفرة وازديادها لأهل الإسلام أو بغير ذلك ممّا شاء (لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) لا رادّ لحكمه ولا حكم بعد حكمه وقضائه (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) للعباد. والفرق بين السرعة والعجلة أن الأولى فيما إذا كان فيها صلاح ، بخلاف الثانية. ولذا فإنه تعالى يوسف بالأولى دون الثانية ، فيقال : يا سريع الإجابة ، ولا يقال :