وعن الباقر (ع) في حديث : فمن مات فقد هلك (أَوْ مُعَذِّبُوها) بقتل وقحط مرض وصواعق وغيرها (فِي الْكِتابِ) أي في اللّوح المحفوظ. فهلاك الصّالحين بالموت وهلاك الطّالحين بالعذاب الشديد اي عذاب الاستئصال. ثم إنه جاء المشركون وقالوا : يا محمد اجعل الصفا لنا ذهبا فنزلت.
٥٩ ـ (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) ... أي المقترحات من المشركين كقولهم اجعل الصّفا ذهبا ونحو ذلك فلم نؤخر الآيات التي طلبوها ونمنعها إلّا لتكذيب الأمم السّالفة ، فإنهم اقترحوها على أنبيائهم ، وأرسلنا بالآيات ولم يؤمنوا بها فعذّبناهم بعذاب الاستئصال معجلا ، فحال قومك مثل السّلف في التكذيب وعدم الايمان وقد يستحقون معاجلة العذاب ، والحكمة اقتضت إمهالهم ، ولعل الامهال تشريف للنبيّ صلىاللهعليهوآله كما قال تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ) هذه بيان لقوله كذّب بها الأوّلون (مُبْصِرَةً) آية بيّنة جلية (فَظَلَمُوا بِها) أنفسهم بسبب عقرها. وقوله في وصف الناقة مبصرة ، من دقائق التعبير في القرآن الكريم.
* * *
(وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً (٦٠))
٦٠ ـ (وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ) ... أي أوحينا إليك أن حكمته وقدرته محيطة بالنّاس ، فهم في قبضته وتحت قدرته. ولعلها نزلت لتشجيع النبيّ