أي من الهالكين الذّاهبين في الهلاك ، وقضت مشيئتنا بأنها كأنها قد مضت مع الماضين لأنها ستبقى في القرية مع قومها لينزل بها الهلاك معهم.
* * *
(فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦))
٦١ و ٦٢ ـ (فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ) ... أي فلما حضر رسل الله من الملائكة إلى القرية التي فيها لوط وأهل بيته ودخلوا عليه (قالَ) لوط لهم : (إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) أي غير معروفين من قبلي وأخاف أن تطرقوني بشرّ لأنني لم أر أشباها لكم.
٦٣ و ٦٤ ـ (قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ) ... فأجابوه قائلين : لا تخف منّا وإنّما أتيناك بما يسرّك وهو العذاب الذي كان قومك (يَمْتَرُونَ) فيه ، أي يشكّون؟ ويعتبرونه مراء حين توعّدتهم به : و (أَتَيْناكَ) جئناك (بِالْحَقِ) بالأمر الحق ، وهو العذاب الواقع المتيقّن الذي لا ريب فيه (وَإِنَّا لَصادِقُونَ) أكّدوا صدقهم بالواو التي تفيد القسم ، وبإنّ ، وبلام التوكيد ، ثم أبلغوه أمر ربّه قائلين له :
٦٥ ـ (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) ... أسر : أي سر ليلا ، وامش