كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (٢٨) فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (٢٩) قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠) وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣))
٢٧ و ٢٨ ـ (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ) ... يعني أنها بعد أن ولدته جاءت به تحمله ، وعادت إلى قومها كما أمرت. وحين رأوها دهشوا و (قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا) أتيت بفرية ومنكر عظيم لأنك جئت بولد من غير زوج يكون أبا له .. (يا أُخْتَ هارُونَ) أي يا من تنسب إلى هذا النسب الشريف ، وقد نقل أن هارون كان أخاها من أبيها ، وأنه كان قد اشتهر بالزّهد والصلاح وحسن السيرة وكثرة العبادة في عصره. ثم قيل إن المراد بهارون هو أخو موسى عليهماالسلام ، ونسبتها له أنها كانت من أحفاده وأنه تفصلها عنه ألف سنة. وهذا القول كما يقال : يا أخا العرب ، ويا أخا همدان ويا أخا تميم وغير. وقيل بل كان في بني إسرائيل رجل اسمه هارون ، مشهور بالتقوى والزهد والورع ، ومعنى قولهم يكون : يا شبيهة هارون بالتقوى والورع (ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ) أي ما كان يفعل السيّئات والمنكرات (وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) زانية تبغي الرجال ، فكيف أتيت بولد وأنت من دون زوج؟
٢٩ ـ (فَأَشارَتْ إِلَيْهِ) ... فأومأت إلى عيسى عليهالسلام بأن كلّموه واسألوه عن أمري وعن براءتي وطهارة ذيلي. فتعجّبوا من ذلك و (قالُوا : كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) أي كيف نخاطب طفلا ولد من جديد