(وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (٨٥) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (٨٦))
٨٥ ـ (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) : الأسماء الكريمة عطف على ما قبلها ولذلك نصبت ، والكلام الشريف يعني أن جميع هؤلاء الرّسل كانوا صابرين على مشاقّ التكاليف وعلى الشدائد والمصائب التي ابتلوا بها من جرّاء الدعوة إلى الله تعالى ، وكانوا صابرين على اختياراتنا لهم بكل أنواعها.
٨٦ ـ (وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) : أي اخترناهم للنبوّة التي هي من أعظم الرحمة للعبد الصالح ، ولم ندخلهم في تلك الرحمة إلّا لأنهم من عبادنا الصالحين.
* * *
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨))
٨٧ و ٨٨ ـ (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) .. هذا أيضا معطوف بالنّصب على ما قبله بتقدير : اذكر يا محمد ذا النّون : وهو صاحب الحوت ، يونس بن متّى عليهالسلام الذي خرج من قومه مغاضبا : غضبانا عليهم