من الله زلفى ، وهي تعزّهم وتكرّمهم بين يديه سبحانه ، ولكن :
٨٢ ـ (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) : لا ، فإنهم يوم القيامة سينكرون أنهم كانوا يعبدون تلك الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ، وسيتنصّلون من عبادتها ويكونون ضدّ عبادتها وتكون هي ضدّهم لأنها تتبرّأ من شركهم بالله عزوجل ومن عبادتهم كما قال الصادق عليهالسلام ، والآية ردع وتسفيه لتعزّزهم بتلك الأصنام التي تكون عبادتها وبالا عليهم حين ترفضهم وترفض عبادتهم لها.
٨٣ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) ... أي : ألا ترى يا محمد كيف بعثنا الشياطين وخلّينا بينها وبين الكافرين فوسوست إليهم ودعتهم إلى الضلال وهي (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) تحثّهم على المعاصي بالتسويلات والإغراءات؟ وعن الصادق عليهالسلام : نزلت في أن مانع الزكاة والمعروف ، يبعث عليه سلطان أو شيطان ، فينفق عليه ما يجب عليه من الزكاة في غير طاعة الله ، ويعذّبه الله عليه.
٨٤ ـ (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) : لا تستعجل يا محمد بهلاكهم لتستريح من شرورهم ، فإنهم لم يبق لهم إلّا أنفاس معدودة ونحن نحصيها عليهم إحصاء ونأخذهم بأعمالهم الشريرة المعدودة عليهم أيضا. وقد سئل الصادق عليهالسلام عن قوله تعالى : (إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) ، فقال للسائل : ما هو عندك؟ قال : عدد الأيام. قال عليهالسلام : إن الآباء والأمّهات يحصون ذلك. لا ، ولكنّه عدد الأنفاس. وكلامه عليهالسلام يعني أنه ليس الأمر كما تزعمون لأن الله تعالى اختصّ العدّ بذاته المقدّسة وحصره فيها. وفي نهج البلاغة : أنفاس المرء خطاه إلى أجله ، كما هو الواقع الصحيح.
* * *