من الأنبياء ، هو إسماعيل بن حزقيل ، بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه وجلدة وجهه ، فأتاه ملك فقال : إن الله جلّ جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت ، فقال : لي أسوة بما يصنع بالأنبياء. وفي رواية أخرى : بما يصنع بالحسين بن عليّ عليهماالسلام .. ويستفاد من مجموع تلك الآيات المباركة أن الله تعالى أراد أن يشرح لنبيّه الأكرم أسماء أنبيائه وأحوالهم وخصائصهم ، ليعرفهم ويكون على بصيرة من أمرهم ، حتى لو سأله سائل عنهم لأجابه به بأحسن ما اطّلع عليه أحبارهم ورهبانهم ، فيكون هذا من أدلّة نبوّته وبراهين رسالته ، بل حجة عليهم ، ثم تستنّ أمته بسنّتهم الحسنة وملّتهم المحمودة صلوات الله عليهم أجمعين.
٥٦ و ٥٧ و ٥٨ ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) ... ثم إنه تعالى ذكر حديث إدريس عليهالسلام وذكّر به محمدا صلىاللهعليهوآله ، وأثبت ذكره في كتابه المجيد كي لا يندرس ولا ينسى. وكان إدريس جدّ أبي نوح النبيّ عليهمالسلام ، واسمه أخنوخ ، ودعي بإدريس لكثرة دراسته. وروي أنه نزل عليه ثلاثون صحيفة وأنه أول من خطّ بالقلم ونظر في علم النجوم ، وأول من خاط الثياب ولبسها ، وكانوا قبل ذلك يلبسون الجلود. وقد وصفه الله عزوجل بأنه (كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) كما مرّ في وصف غيره من سلفه الصالح ثم قال تعالى : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) فزاد في وصف رفيع مكانته بأنه رفعه إلى السماء ، إلى جانب رفع مكانته في العلم وشرف النبوّة. وقد كان لإدريس من شرف القرب من أبينا آدم عليهماالسلام ما لم يكن لغيره ممّن بعده لأنه جدّ أبي نوح كما ذكرنا. أمّا إبراهيم عليهالسلام فهو ممّن حمل مع نوح لأنه من ولد سام بن نوح ، كما أن من ولده إسماعيل وإسحاق ويعقوب الذين حصل لهم شرف القرب من أبيهم إبراهيم عليهمالسلام جميعا. أمّا موسى وهارون وزكريّا ويحيى وعيسى عليهمالسلام ، فهم من ذرّية إسرائيل ـ يعقوب عليهالسلام ـ وفي هذا دلالة على أن أولاد البنات من الذرّية ، لأن عيسى من ذرّية إسرائيل عليهماالسلام من قبل أمّه مريم التي هي من ذرية يعقوب عليها وعليهالسلام.