أي ترعون مواشيكم ، والسّوم الرعي من غير كلفة ولا التزام مؤنة بحيث تطلق الدابّة في المرعى فترعى وتعود بلا ثمن.
١١ ـ (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ) ... بعد ما ذكر سبحانه ما يتغذّى به الحيوان من النبات ذكر ما ينفع للإنسان ممّا يتغذى به ، وهو على قسمين : حيوانيّ وقد ذكر في خلق الأنعام ، ونباتىّ وهو الحبوب والفواكه ، ومن الزرع كالحنطة والشعير والأرز ونحوها والزيتون كذلك (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) من الذين يستدلّون بها على عظمة خالقها وكمال قدرته وحكمته. فمثلا العنب قشره وعجمه باردان يابسان كثيفان ، ولحمه وماؤه حادّان رطبان لطيفان ، ونسبة الطبائع السفلية إلى هذا الجسم الواحد متشابهة ونسبة التأثيرات الفلكية والكوكبية إلى الكلّ متّحدة ومتشابهة ومع ذلك ترى أجزاء هذا الشيء الواحد مختلفة في الطبع والطعم واللّون والصّفة ، وقس على ذلك الأجسام المختلفة المتحدة في الأسباب المؤثرة المذكورة وليس ذلك إلا بتقدير وتدبير حكيم مقتدر.
* * *
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٢) وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (١٣))
١٢ ـ (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ ... وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ) ... بعض قرأ برفع : النجوم ومسخّرات مبتدءا وخبرا ، وبعض بنصبهما بناء على عطف (النُّجُومُ) على سوابقها و (مُسَخَّراتٌ) على الحاليّة من الجميع أو من النجوم فقط لئلا يلزم التّكرار المستهجن. ومعنى الكريمة أنه أعدّها لمنافعكم