وخصّك بالقرآن وأبقاه. قال ابن عباس : يريد حيث جعلك سيد ولد آدم وختم بك النبيّين وأعطاك المقام المحمود.
٨٨ ـ (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ) : أي في الفصاحة والبلاغة وحسن النظم وجامعيّة المعاني مع إيجاز (لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) مع أن فيهم الفصحاء والبلغاء ، و (ظَهِيراً) معينا وهذا ردّ لقولهم : (لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا) وفي الخرائج في أعلام الصادق (ع) أن ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدهريّة اتّفقوا على أن يعارض كلّ واحد منهم ربع القرآن ، وكانوا بمكة وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل. فلما حال الحول واجتمعوا عند مقام إبراهيم / موعدهم / قال أحدهم إني لمّا رأيت قوله (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ) كففت عن المعارضة ، وقال الآخر وكذا أنا لمّا وجدت قوله (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا) آيست عن المعارضة. وكانوا يسترون ذلك إذ مرّ عليهم الصّادق (ع) فالتفت إليهم وقرأ عليهم : قل لئن اجتمعت الجن والإنس الآية ، فبهتوا عليهم اللعنة.
٨٩ ـ (وَلَقَدْ صَرَّفْنا) ... أي كرّرنا وبيّنّا (مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) ليعتبروا من ترهيبنا وترغيبنا فلم يقبلوا ولم يزدهم (إِلَّا كُفُوراً) أي جحودا وإنكارا للحق ، ولفظ «أبى» معناه النفي مضافا بأنه سوّغ الاستثناء معنى النفي. ثم إن صناديد قريش طلبوا منه صلىاللهعليهوآله أمورا ستّة ، هي :
* * *
(وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (٩٠) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً (٩١) أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ