فادع الله أن يردّ عينيها وجمالها ويبدّل ضعفها بالقوة ويعطيها شبابها. فسأل الله ذلك كما أمر فأجاب الله دعاءه وتزوّجها بأمر منه سبحانه وولد منها ابنين وبنتا : ميشا ، وأفرايم ، ، وحنة زوجة أيوب عليهالسلام.
والحاصل أن يوسف حين استقبال وفد النبوّة قال لأبيه ما قاله عن رؤياه الصادقة ، ثم لما ذهب التعب والعناء من وعثاء السفر (وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) أي في حال كونكم في أمن من خوف القحط والمشقة وجميع أصناف المكاره. وعن ابن عباس أن تعليق دخولهم مصر على المشيئة لأن الناس كانوا يخافون من دخول مصر بغير إجازة الفراعنة ، ولذا قال يوسف لأضيافه : لا تخافوا من حجب الإذن عنكم كبقية الواردين إلى مصر ، فإن إجازة الدخول بيدي ، وأنتم مأذونون فادخلوها بسلام وأمن وبلا إذن من غيري.
وقيل إنهم لمّا دخلوا مصر كانوا ثلاثا وسبعين نسمة. وأن بني : إسرائيل ـ وهم أبناء يعقوب وذراريهم ـ قد خرجوا مع موسى عليهالسلام وهم ستمائة ألف وخمسمائة وبضع وسبعون رجلا ، ومائتا ألف امرأة وطفل. وكان فرعون في عهد موسى من أولاد الريان فرعون مصر في أيام يوسف.
وهكذا دخل يعقوب (ع) وأهله مصر ، فأنزلهم يوسف (ع) في دار الملك وقصر السلطنة.
١٠٠ ـ (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) ... أي فرفع يوسف أباه وخالته على سرير الملك. وذلك بعد أن دخل الجناح الخاصّ به وادّهن وتطيّب واكتحل ولبس ثياب العز بعد أن كان لا يتطيّب ولا يكتحل مدة فراق أبيه ، ثم دخل على هذه الهيئة الفتانة وقرّب إليه أبويه (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) أي سجدوا شكرا لله من أجله ومن أجل ما أعطاه من نعم (وَقالَ) يوسف (ع) : (يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ) أي هذا تفسير الحلم الذي رأيته في منامي (مِنْ قَبْلُ) أي منذ زمن بعيد يوم كنت عندكم وحيث قصصت ذلك عليكم و (قَدْ جَعَلَها) أي الرؤيا (رَبِّي حَقًّا) يعني صدقا.