دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦) قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (٧٧) قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨) قالَ مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاَّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ (٧٩))
٧٦ ـ (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ) ... أي أن يوسف عليهالسلام بدأ تفتيش أوعية إخوته ـ يعني متاعهم وأحمالهم ـ قبل أن يفتش عن الصواع في أمتعة أخيه بنيامين ، تضليلا لإخوته عن أن يظنّوا أن الأمر مفتعل فيما لو فتش رحل أخيه أولا ووجده فيه ـ فتّش أمتعتهم فلم يجد شيئا (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) أي وجد الصواع في الأكياس المحمّلة على بعيره. وقد أنّث الضمير في : استخرجها ، ليشير به الى السقاية المؤنثة لفظا ولو كان سبحانه قد سمّاها مرة سقاية ومرة صواعا .. وقيل إنه لمّا وجدها مع بنيامين أقبل عليه إخوته يقولون : فضحتنا وسوّدت وجوهنا! متى أخذت مع بنيامين أقبل عليه إخوته يقولون : فضحتنا وسوّدت وجوهنا! متى أخذت هذا الصاع؟ فقال : وضع هذا الصاع في رحلي ، الذي وضع الدراهم في رحالكم ، وما أنا بسارق (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ) أي على هذا الشكل دبّرنا مكيدة لطيفة لعبدنا يوسف ، ونحن علّمناه إياها ـ كما أشرنا إلى ذلك سابقا ـ فإن هذا العمل منه كان بإذن الله تعالى وبوحي منه لتبدأ مرحلة التفريج عن يعقوب (ع) ومثلها كان جواب إخوة يوسف حينما ألهموا أن يقولوا أن السارق يؤخذ في شرعنا ، ليتسنّى ليوسف أخذ أخيه بقولهم وحكمهم ، ولئلا يقولوا : إن الملك ظلمنا بأخذ أخينا أو بحبسه على الأقل. أما في دين الملك فكان أن يضرب السارق بالسوط ثم يغرّمه ضعف ما