معدّة له بعذابها الأبديّ الذي لا منتهى له فيستريح و (يَمُوتُ فِيها) فيخلص من العذاب الأليم (وَلا يَحْيى) حياة مهنّأة هادئة لا تنغيص فيها (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً) من يجئه مصدقا به عاملا بأوامره منتهيا عن نواهيه (قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ) قام بالطاعات وكان حسن المعاملات مع ربّه ومع الناس (فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) فالفاعلون لذلك لهم عند ربّهم أسمى الدرجات وأعلاها في الخلد والنعيم الذي لا يزول ، وهذه الدرجات هي (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) مرّ تفسيرها مكرّرا ، بحيث يكونون (خالِدِينَ فِيها) يحيون فيها بنعيم دائم لا انقضاء له إلى أبد الأبد (وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) وهذا هو ثواب من تطهّر من الأدناس في هذه الدار الفانية.
* * *
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى (٧٧) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (٧٨) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى (٧٩))
٧٧ و ٧٨ و ٧٩ ـ (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي) ... : أي بعد ما رأى فرعون وقومه جميع الآيات التي جاء بها موسى وظلّوا مصرين على عنادهم وكفرهم أوحينا إلى موسى أن اخرج من مصر مع المؤمنين برسالتك من عبادي وسر بهم ليلا ـ فالسّرى هو السير بالليل ـ فامض بهم على غفلة من فرعون وحزبه إلى ناحية فلسطين ، أي الجهة الشرقية من البحر. فمضى بهم كما أمر حتى وصل إلى البحر الذي لم يتمكّنوا من عبوره لأنه بدون جسر وليس معهم فلك ولا زوارق فألهمناه : (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً) أي : اضرب بعصاك البحر فإنه ينفلق إلى قسمين