(مُنْظَرِينَ) أي ممهلين عند نزول ملائكة النصر أو ملائكة العذاب. فالملائكة ينزلون في وقت ننصر فيه رسلنا ، أو في وقت نعذّب فيه العصاة.
ثم انتقل سبحانه إلى بيان اهتمامه بما أنزله على رسوله ، ليكون ذلك ردّا على إنكار الكافرين واستهزائهم ، فقال عزّ من قائل
* * *
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٩) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥))
٩ ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) : أي أنّه سبحانه هو منزل القرآن على نبيّنا صلىاللهعليهوآله ، وهو حافظه على مدى الأزمان من الهجر والمحاربة والتحريف والتغيير والزيادة والنقصان ، فليفعلوا ما شاؤوا فإننا نتولّى حفظه ورعايته ولا يضرّه إنكارهم.
١٠ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) : الشّيع : الفرق ، مفردها : شيعة وشايعه : تبعه ، فهو عزوجل يقول مؤكّدا : إنّه أرسل قبلك ـ يا محمّد ـ رسلا ، وقد حذف المفعول به هنا لدلالة الفعل عليه ، أرسلهم إلى جميع فرق الأمم السابقة لأمّتك ، ولم يهمل أمة قبلك ويتركها بدون هداية إلى الحق ونهي عن الباطل.