٤١ ـ (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) : أي قال الله تبارك وتعالى : إن هذا الصراط الذي أضعه صراط حقّ لا عوج فيه وهو :
٤٢ ـ (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) ... أي عبادي الذين يعبدونني ولا يشركون بي شيئا من الذين اخترتهم وقبلت قولهم وعملهم ، فهؤلاء لن تكون مسلّطا عليهم ولن تقدر على إغوائهم ، ولن يصيب إغواؤك (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ) وسمع لوسوستك وتزيينك (مِنَ الْغاوِينَ) الضالّين لأن الغواية هي الضلال.
٤٣ و ٤٤ ـ (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) : أي أن النار تكون مكان موعدهم وملتقاهم إن هم اتّبعوك وعصوني ، وقد أعددتها للغاوين معك وجعلت (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ) تستوعب كثرتهم إن كانوا كثيرين ، بحيث يدخلونها بسهولة ف (لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ) من أتباعك (جُزْءٌ) منهم (مَقْسُومٌ) مفرز عن بقية أجزائهم يدخل من الباب المعدّ له. وفي الكريمة إشارة إلى سعة جهنّم وأنها تسعهم مهما بلغوا مصداقا لقوله تعالى ، يوم نقول لجهنّم هل امتلأت ، وتقول : هل من مزيد؟ ففي الآخرة يحشر كلّ أهل ملّة بحسب مراتبهم ، وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : أن جهنّم لها سبعة أبواب : أطباق بعضها فوق بعض ، ووضع إحدى يديه على الأخرى وقال : هكذا ، وإن الله وضع الجنان على العرض ، ووضع النيران بعضها فوق بعض .. إلى آخر الحديث.
* * *
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (٤٦) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ