(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٨٧))
٨٥ و ٨٦ ـ (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) ... لفظة : يوم ، منصوبة على الظرفية ، وهي تعني يوم القيامة حين يجمع الله المؤمنين به في دار كرامته ومحلّ قدسه. وإن سوق الآية كان يقتضي أن يقول سبحانه : يوم نحشر المتّقين إلينا ، ولكنه عدل إلى الاسم الظاهر : (الرَّحْمنِ) مع أنه هو ذاته تقدّس اسمه ، لما في لفظ الرحمان من الإشارة إلى المولى المنعم ، وإلى رحمته الواسعة التي تعمّ جميع الموجودات ولا سيّما الإنسان المطيع. ولهذا قال عزّ من قائل نحشرهم إلى الرّحمان (وَفْداً) أي جماعة وافدين ، واردين ، وعن عليّ عليهالسلام : ركبانا على نوق رحالها من ذهب. (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ) نحثّهم على السير إليها كما تساق البهائم إلى مرابضها ومناخها وأمكنة استراحتها ، ونحن ندفعهم إلى النار دفعا ويأتونها (وِرْداً) واردين إليها عطاشا كالإبل التي ترد الماء.
٨٧ ـ (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) : أي : يومئذ لا تكون الشفاعة ملك أحد إلّا من وعده الرّحمان بذلك وعهد إليه أن يأذن بشفاعته ، كالأنبياء والأوصياء والمؤمنين. وعن الصادق عليهالسلام ، قال : إلّا من دان لله بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام من بعده ، فهو العهد عند الله.
* * *
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩) تَكادُ السَّماواتُ