إلى مراحها بالعشيّ (وَحِينَ تَسْرَحُونَ) في الوقت الذي ترسلونها إلى مرعاها بالغداة. والتخصيص بالوقتين لأنّهما أظهر أوقات ظهور تزيينها لأربابها ومالكيها وهي على أبوابهم حين الدخول والخروج وكذا تقديم الإراحة لأظهريّة الجمال في ذلك الحين حيث إن بطونها تكون مملوءة من العلف ومن الماء وضروعها من الألبان فتكون أجمل في الأنظار وأزين في الأعين كما لا يخفي على أهله.
٧ ـ (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ) ... أي تنقلون عليها أحمالكم من بلد إلى بلد بعيد (لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ) واصلين إليه (إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) إلا بالتعب ولو كنتم بأنفسكم فضلا عن أثقالكم ، إلّا بكلفة وبمشقّة شديدة (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) أي رحيم بكم حيث أنعم بها عليكم لانتفاعكم وسهولة الأمر عليكم.
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ (٨) وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (٩))
٨ ـ (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ) ... هذه كلّها خلقها سبحانه ، والآية معطوفة على السابق لها ممّا خلق وأوجد ، فهذه الحيوانات أوجدها لكم ولفائدتكم و (لِتَرْكَبُوها) في أسفاركم وتنقلوا عليها أثقالكم (وَ) جعلها (زِينَةً) لكم تتباهون في اقتنائها وكثرتها وركوبها (وَيَخْلُقُ) بعدها (ما لا تَعْلَمُونَ) ما لا تعرفونه من المراكب التي تستحدث من بعدكم. وقد عنى بذلك سبحانه مراكب اليوم من المخترعات والمصنوعات العصرية البرّية والجوّية والبحريّة ومما قد يوجد فيما بعد ، عدا المراكب الفضائية العجيبة التي تقطع المسافات الشاسعة بأبسط وقت ممكن ، وهذه كلّها بإفاضته سبحانه