الشّبيبة؟ فتعجّبه كان باعتبار العادة لا باعتبار القدرة لأن الله سبحانه لا يعجزه شيء.
٥٥ ـ (قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِ) ... أي قال الملائكة لإبراهيم عليهالسلام : حملنا إليك هذه البشارة الصادقة التي هي أمر حقّ لا شك فيه ولا ريب (فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) القانط : اليائس ، فلا تيأس من رحمة الله عزوجل.
٥٦ ـ (قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) : أي أجاب إبراهيم عليهالسلام رسل ربّه بأنه لا ييأس من رحمة الله تعالى إلّا الضائعون عن معرفته التائهون في ظلام الجهل والكفر.
* * *
(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (٦٠))
٥٧ و ٥٨ ـ (قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) : أي ما هو شأنكم وطلبكم بعد هذه البشارة يا رسل ربّي (قالُوا) مجيبين : (إِنَّا أُرْسِلْنا) بعثنا من قبل ربّنا تبارك اسمه (إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) إلى جماعة عاصين يرتكبون الآثام والجرائم ويعملون القبائح والخبائث ، وهم قوم لوط الذين لم يصرّحوا بهم لأن شأنهم معلوم لديه من جهة ، ولأنّهم أكملوا حديثهم قائلين :
٥٩ و ٦٠ ـ (إِلَّا آلَ لُوطٍ) ... فاستثنوا آل لوط من الهلاك وقالوا : (إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ) مخلّصوهم من الهلاك (أَجْمَعِينَ ، إِلَّا امْرَأَتَهُ) استثنوا من النّجاة امرأة لوط عليهالسلام فإنها على ديدن قومها وقد (قَدَّرْنا) أي قضينا وحتمنا ـ على إرادة القول من جانب العزّة الإلهية ـ : (إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ)