(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٥) وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (٨٨) وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٨٩))
٨٥ ـ (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) : أي حصل بإرادته المعبّر عنها ب (كُنْ) بلا مادّة. وهو من الأمور التي خصّ علمه به تعالى ، فأبهم في الجواب كما جعله اليهود آية لنبوّته (ص) وتفسير الروح بتفاسير أخر واستقصاؤها خلاف ما هو المقصود في الكتاب (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) أي فوق كلّ ذي علم عليم.
٨٦ ـ ٨٧ ـ (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) : أي القرآن لو ذهبنا به ومحوناه من المصاحف والصّدور (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً) أي من يتوكّل علينا باسترداده وإرجاعه. (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) أي إلا أن يرحمك ربّك فيردّه إليك محفوظا. هذا بناء على كون الاستثناء منقطعا. وأمّا بناء على الاتصال يصير المعنى كأن رحمته تعالى تتوكل باسترداده أو رحمة ربّك أبقته عليك. ولا يبعد ان يقال على الوجهين الأخيرين أيضا هو منقطع فليتأمّل .. (إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً) عظيما حيث اختارك للنبوّة