يتحسّر على آثارهم بحيث يقرب من الهلكة ، أو يهلك نفسه تلهّفا على فراقهم وبعدهم. والحديث : هو هنا القرآن الذي لم يصدّقوا به.
٧ ـ (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ) ... أي من زخارفها (زِينَةً لَها) أي ما يصلح لأن يكون زينة لها ولأهلها (أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) أي لآخرته وهو من زهد فيها ولم يغترّ بها وقنع منها بالكفاف.
٨ ـ (وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ... صَعِيداً جُرُزاً) : أي أرضا لا نبات فيها ، أو أرضا انقطع ماؤها أو انقطع عنها المطر ، أو أرضا يابسة.
* * *
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (٩) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (١٠) فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١) ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (١٢))
٩ ـ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ) ... أي بل ظننت أن أصحاب الكهف ، وهم فتية هربوا من ملكهم دقيانوس إلى مغارة وسيعة في الجبل الذي كان حوالي تلك القرية وكان اسم القرية أفسوس وكان الملك يعبد الأصنام. وقيل : كان مدّعيّا للألوهيّة يقتل من يخالفه وكان جبارا عاتيا (وَالرَّقِيمِ) هم النّفر الثلاثة الذين دخلوا في الغار لا فرارا بل لرفع العتب والاستراحة ، فانقطع حجر عظيم من الجبل ووقع على باب الغار فانسدّ عليهم ، وقصّتهم معروفة كقصّة أصحاب الكهف. وقيل معاني أخر للرّقيم