(٤٨) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (٥٠))
٤٥ و ٤٦ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، ادْخُلُوها) ... أي أن المتجنّبين لمحاربة الله ، العاملين وفق أوامره والمنتهين عن نواهيه سيكونون في جنان الخلد ذات العيون والأنهار من الماء والخمر واللبن والعسل وغيرها وكأن يقال لهم : (ادْخُلُوها) على إرادة القول : ادخلوا الجنة راضين مرضيّين (بِسَلامٍ آمِنِينَ) سالمين لا تخافون فيها محذورا قط.
٤٧ ـ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) ... أي : أنزلنا من قلوبهم كلّ عداوة وكلّ حقد فعاشوا فيها ناعمين (إِخْواناً) متآخين كأنهم أبناء أب واحد يحب بعضهم بعضا ولا يتحاسدون في نعمة ولا في درجة ، بل يغبط بعضهم بعضا على مرتبته ويهنّئه بها وهم (عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) يجلسون على أرائك ومقاعد بعضهم يواجه بعضا ولا يرى أحد من قفا أحد لدوران الأسرّة بهم.
٤٨ و ٤٩ و ٥٠ ـ (لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ) ... أي لا يصيبهم تعب وعناء (وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) فهم مخلّدون فيها ، والخلود من كمال النعمة وتمامها ، والكريمتان ٤٩ و ٥٠ تشيران إلى أن العباد لا بدّ وأن يكونوا بين الرّجاء والخوف ، والأخبار الكثيرة تشير إلى ذلك أيضا وهما فذلكتان لما سبق من الوعد والوعيد ومقررتان لهما.
* * *
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ