لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٠٥))
١٠١ ـ (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) ... أي أتينا بآية ناسخة بدلا عن المنسوخة لمصالح العباد حسب اقتضاء الأوقات إمّا بنسخ الحكم والتّلاوة ، وإما بنسخ الحكم فقط (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) أي بمصالح العباد حسب الأزمان لأنه من الجائز أن يكون الحكم ذا مصلحة في زمان دون زمان آخر ، وبعبارة أخرى يمكن كون الحكم ذا مصلحة موقّتة فإذا مضت الأوقات يصير الحكم بلا مصلحة فينسخ لأن بقاءه يمكن أن ينتج عنه مفسدة في غير ذلك الزمان ، فلا بد من نسخه ورفعه فيؤتى بحكم يناسب ذاك الزمان فيقولون للرسول (ص) : (إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ) على الله فيما تقول (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) فوائد النسخ وحكمة الأحكام.
١٠٢ ـ (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) ... أي جبرائيل (ع) والقدس بضم الدال أو بسكونها بمعنى الطهر وإضافة الروح إلى القدس من قبيل حاتم الجود. وقيل إن قريشا قالوا إن محمدا يتعلّم القرآن من سلمان الفارسي أو من غلام يقال له أبو فكيهة وكان بالليل يجيء إلى حضرة النبيّ (ص) ويعلّمه القرآن ، وكان الغلام من أهل الكتاب ولم يزل يقرأ الإنجيل والتوراة وكان روميّا فنزلت الكريمة ردّا عليهم والله ينزل الوحي لتثبيت المؤمنين وليهديهم ويبشّرهم.
١٠٣ ـ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ) ... أي يضيفون إليه التعليم على يد (أَعْجَمِيٌ) أي غير فصيح (وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) أي فصيح ذو بيان. وفي القمّي : لسان الّذي يلحدون إليه هو لسان أبي فكيهة مولى ابن