وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩) كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (٣٠))
٢٧ ـ (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ) ... أي يطلبون معجزة كعصا موسى وناقة صالح عليهماالسلام ، فقل لهم يا محمد : (إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) أي يخذله بسوء فعله ويحرمه عنايته لعدم اعتداده بالآيات المنزلة. فإن الكفرة والجاحدين لعنهم الله لا يقبلون ولا يؤمنون بكلّ آية من الآيات. وأما طلبهم الآية فهو من باب التفنّن في الجدل في رؤيتهم للآيات وإيذائهم للأنبياء والرّسل ، ولو علم الله فيهم خيرا لأنزل الآيات ولم يبخل ولا كان عاجزا بل هو منزّه عن البخل والعجز فيّاض على الإطلاق وهو على كل شيء قدير ، ولكنه لم يعتن بطلبهم ولم ينزّل عليهم غير ما نزّل على حسب اقتضاء الظروف والمصالح كما بيّنا قبلا. و (مَنْ أَنابَ) أي رجع عن الفساد وأقبل على الحقّ بالطاعة.
٢٨ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ) ... هذه الشريفة بيان ، أو صفة للموصول ، أو بدل. والمراد ب «الذكر» فيها هو محمد نبيّنا الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم كما عن الصادق عليهالسلام إذ قال : بمحمد صلىاللهعليهوآله تطمئنّ القلوب وهو ذكر الله وحجابه. وقيل : هو أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض الروايات ، فإن الّذين آمنوا هم الشيعة ، وذكر الله أمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام. وقيل هو ما وعد الله به من النعيم والثواب ، فإن وعده سبحانه صادق ولا شيء تطمئنّ النفس إليه أبلغ من الوعد الصادق كما هو مجرّب بين العباد ، فكيف به بين العباد والمعبود وهو