(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٦) وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (٢٧) وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٨) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٢٩) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١))
٢٦ ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) : أي خلقنا آدم من طين يابس إذا نقر صلصل وصوّت. والحمأ : الطين المتغيّر الذي تبدو له رائحة لطول بقائه كذاك الذي يستقرّ تحت مياه الحياض والآبار من الطين ذي اللون الأسود ذي الرائحة غير المحبوبة ، و (المسنون) المصبوب المصوّر المفرغ في صورة كما يصب الذهب والفضة والمعادن المذابة. وقيل هو المتغيّر الفاسد ، من قوله تعالى : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) : أي لم يتغيّر ولم ينتن. فعلى هذا يكون الحمأ طينا متغيّرا أسود منتنا ، فتصوّر قدرة الله تعالى الذي يطوّر هذا الطين في مراتب حتى يصل إلى الصورة الترابية اللطيفة الحسنة الجميلة ، أي من الحمئيّة إلى إعطاء الصورة ، إلى التصلصل ، إلى نفخ الرّوح فإعطاء الحياة ، فتبارك الله أحسن الخالقين.
٢٧ ـ (وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ) : أي من قبل خلق آدم ، والجان قيل إنه إبليس ، وقيل هو أب الجن وسمّي جانّا لتواريه عن أعين الناس كما يسمّى الجنين جنينا لهذا السّبب. وعن الصادق عليهالسلام الآباء ثلاثة : آدم ولد مؤمنا ، والجان ولد مؤمنا وكافرا ، وإبليس ولد كافرا وليس فيهم نتاج إنما يبيض ويفرّخ وولده ذكور وليس فيهم إناث وفي بعض الرّوايات أن الشياطين من ولد إبليس وليس فيهم مؤمن إلا واحد اسمه هام بن هيم بن لاقيس بن إبليس جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فرآه جسيما عظيما وامرءا مهولا فقال (ص) : من أنت قال أنا هام بن هيم