ويسرة ، ويلعب : لعبا مباحا. فإن كل لعب ولهو حرام إلّا ثلاثة ، هي : لعب الرجل بقوسه ـ سلاحه ـ وفرسه ، وزوجته. فقد راودوه عن يوسف (وَ) قالوا : (إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) حارسون ، نحوطه بالعناية لئلا يصله مكروه.
١٣ ـ (قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) ... أي أن أباه قال لإخوته إنه ليهمّني ويورث لي الحزن إذا أخذتموه معكم (وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) أي أخشى أن يفترسه ذئب ضار (وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ) أي على حين غرّة وغفلة منكم. وقيل إن يعقوب (ع) ـ في الليلة التي سبقت هذا الحوار ـ رأى في منامه كأنّ يوسف قد شدّ عليه عشرة أذؤب ليقتلوه ، وإذا ذئب يدافع عنه ويحميه ، ورأى كأنّ الأرض انشقّت فدخل فيها يوسف ولم يخرج منها إلّا بعد ثلاثة أيام. وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنه قال : لا تلقّنوا أولادكم الكذب فيكذبوا. فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الإنسان حتى لقّنهم أبوهم .. وهذا يدل على أن الخصم لا ينبغي أن يلقّن حجة ، ولكن علينا أن ندرك أن يعقوب عليهالسلام قد قال ذلك لأولاده حفظا لابنه يوسف ، فإنه حين خوّفهم من أن يأكله الذئب ، فتح أمامهم باب تفكير جديد ينجي يوسف من القتل ، وفتّح أذهان أولاده لابتكار حيلة في إبعاد يوسف عن أبيه بغير القتل والموت. وقد قال الإمام الصادق عليهالسلام ـ وما أعظم ما قال ـ : قرّب يعقوب لهم العلّة فاعتلّوا بها في يوسف. وعن الصادق عليهالسلام أيضا : إنّما ابتلى يعقوب بيوسف إذ ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه محتاج ـ صائم ـ لم يجد ما يفطر عليه ، فأغفله ولم يطعمه فابتلى بيوسف. وكان بعد ذلك ـ كلّ صباح ـ ينادي مناديه : من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب عليهالسلام. فإذا كان المساء نادى مناديه : من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب عليهالسلام. وقد ألمحنا إلى هذا الموضوع منذ قليل وذكرنا ما قاله الإمام السجّاد عليهالسلام.
١٤ ـ (قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) : فردّوا على