لم يكونوا قادرين على ذلك (آياتِي) يعني دلائل وجودي وقدرتي ، أو المراد آيات الكتاب (وَما أُنْذِرُوا) من ذكر القيامة وعذابها ، يعني القرآن ومواعيده الأخرويّة (هُزُواً) سخرية واستهزاء.
* * *
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (٥٧) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (٥٨) وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (٥٩))
٥٧ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ) ... سؤال استهجان ، أي ليس أظلم من الإنسان الذي ترشده إلى الحق فيعرض عنه وينسى ويتناسى ذنوبه وقبائحه (إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) أي أغطية وستارا (أَنْ يَفْقَهُوهُ) كراهة أن يفهموا القرآن ، أو يقدّر الجارّ : أي لئلّا يفهموه (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) صمما وثقلا ، كناية عن غباوة قلوبهم ومسامعهم عن قبوله ، فهم لا يهتدون أبدا.
٥٨ و ٥٩ ـ (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ) ... واضح المعنى ، وهو لا يؤاخذ الناس بذنوبهم ولا يعجّل لهم العذاب في الدّنيا (بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ) يوم القيامة و (مَوْئِلاً) ملجأ أو (الْقُرى) عاد وثمود وأمثالهم (لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً)