٣٣ و ٣٤ و ٣٥ : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ) ... أي : كي نقدّسك ونذكر آلاءك ونعماءك علينا (وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) نمجّدك ونعدّد فضلك متعاونين على ذلك فإنّ التعاون في فعل الطّاعات يهيج الرغبة في العبادة وفي غيرها من المقاصد ، ويؤدّي إلى تكاثر الخير وتزايده وقد ذكر هذا المعنى موسى عليهالسلام لينفي عنه استيزار أخيه لطلب الرئاسة والملك بل توصلا للطاعات وحتى لا يتوهّم غير ذلك من معنى ، ومن جهة ثالثة ليتيسّر لهما شكر المنعم ودوام ذكره بالتسبيح والتقديس على ما أولاهما من الفضل والمنّ (إِنَّكَ كُنْتَ بِنا) مذ كنت (بَصِيراً) عالما بأحوالنا وأمورنا ، تدري بأن مسألتي هي خالصة من أجل التعاون في سبيل الدّعوة ، واختصاصي هارون هو ناتج عن علمي بأنّه المخلص وأنّه نعم المعين لي والمساعد فيما أمرتني بالقيام به ، لا لكونه أخي وألصق برحمي.
(قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (٣٦) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (٣٧) إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٨) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٣٩) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى (٤٠) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (٤١) اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (٤٢))