الطفل عند الولادة غير مهيإ للرؤية والسماع بإدراك ووعي لضعف قواه ومداركه ، فيفاجأ بما لا عهد له به ، كما يفاجأ المحتضر عند الموت بما لا عهد له به ، وكما يشاهد الإنسان يوم البعث ما لا يتصوّره ولا يخطر له في بال .. ولهذا يبكي الطفل ، ويرتج على المحتضر ، والله أعلم بما يكون من حال المبعوث بعد الموت!. فنسألك اللهم أن تخفّف عنّا سكرات الموت ، وتهوّن علينا وحشة القبر ومشاهدة الملكين وأهوال البرزخ والقيامة بمحمد وآله الطيّبين الطاهرين المعصومين. أما يوم الحشر فما أدراك ما ذلك اليوم؟ إنه اليوم الذي يجعل الولدان شيبا ، واليوم الذي تضع فيه كلّ ذات حمل حملها من شدة الخوف ، أعاذنا الله من مخاوفه.
* * *
(ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥) وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٩) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٤٠))
٣٤ ـ (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) : أي ذاك هو عيسى عليهالسلام نقول فيه قول الحق ، وليس هو كما يصفه النصارى من أنه ابن الله. فهذا تكذيب لهم على الوجه الأبلغ حيث إنه تعالى وصفه بما