أَعْمى) قال : يعني أعمى البصر في الآخرة ، وأعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين. (قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) أي كيف رددتني إلى الحياة يوم القيامة أعمى البصر وقد كنت في الدنيا سليم العينين حسن البصر؟ (قالَ) الله تعالى (كَذلِكَ) أي مثل ذلك فعلنا بك ، لأنك (أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها) جاءتك دلائلنا وبراهيننا فتركتها وعميت عنها. وفي الكافي قال : الآيات : الأئمة عليهمالسلام ، ونسيانهم تركهم.
(وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) أي تترك في النار ، وتعتبر كأنك منسيّ لأن الله سبحانه جلّ عن أن يسهو أو ينسى أو يغيب عن علمه شيء. فترك المعذّب في العذاب الدائم الآبد يجعله كالمنسيّ المسهوّ عنه.
١٢٧ ـ (وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) ... أي وبمثل هذا الجزاء نجزي من فرّط ولم يصدّق بدلائلنا وجاوز الحدّ في التفريط. وعن الصادق عليهالسلام : يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام (وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ) أي ترك الأئمة معاندة فلم يتّبع آثارهم ولم يتولّهم (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ) من عذاب الدنيا بما لا يوصف (وَأَبْقى) أدوم لأنه لا يزول بينما يزول عذاب الدنيا ويذهب كل ما فيها.
* * *
(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (١٢٨) وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى (١٢٩) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى (١٣٠) وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا