خارجا من قريتك التي أنت فيها (بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) أي بجزء منه وطائفة ، وقيل بعد انتصافه و (اتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ) أي سر خلف عائلتك لتعلم حالهم وتعرف أنهم يمضون حسب أمرك لهم فلا يتخلّف منهم أحد بسبب علاقته بأهل أو بأصحاب في البلد ، أو بعشيرة أو أقارب ، وكن عينا عليهم تراقبهم لئلا يعمهم العذاب (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) أي ولا ينبغي أن ينظر أحد منكم جميعا إلى ما وراءه ممّا خلّف في المدينة لئلا يروا العذاب والمعذّبين فيفزعوا (وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) سيروا إلى الناحية التي نأمركم بها بأمر الله تبارك وتعالى : وقيل هي أرض الشام : وقيل : أرض مصر.
٦٦ ـ (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ) ... أي أوحينا إليه أمرا محتوما قد وقع القضاء به ، وهو (أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ) القوم ، أي ما هو وراءهم ممّا يترك في العادة من أولاد وخلفاء في أموالهم وأرزاقهم ، فهو (مَقْطُوعٌ) مستأصل مبتور من أصله (مُصْبِحِينَ) حال كونهم مدركين للصباح وطلوع الفجر.
* * *
(وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (٦٧) قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (٦٨) وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ (٦٩) قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ (٧٠) قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٧١) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤))
٦٧ ـ (وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) : أي حضر أهل مدينة سدوم التي كان لوط عليهالسلام فيها يبشّر بعضهم بعضا بالأضياف الذين نزلوا عليه