اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠))
٦٦ ـ (قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ) ... أي هل تسمح لي بمصاحبتك والمضيّ معك لأجل أن تعلّمني ممّا عندك من غرائب العلوم التي أجهلها وأمرت بتعلّمها منك ، وهي بعض ما منحك الله تعالى إياه و (مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) ممّا أفاضه الله تعالى عليك من الهداية؟
٦٧ و ٦٨ ـ (قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) : أجابه الخضر عليهالسلام قائلا : إنك يثقل عليك الصبر بمرافقتي لأنني وكّلت بأمر لا تطيقه ، ووكّلت بعلم لا أطيقه (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) أي كيف يتأتّى لك الصبر على أشياء قد تقع أمامك ولا تعرف وجه الحكمة فيها. وهل تسكت عمّا يحدث أمامك وأنت لا تعرف السرّ في حدوثه؟ والخبر : هو العلم ، فقد يكون لأفعالي ظاهر منكر عندك لأنك لا تعلم باطنه حتى تصبر على ظاهره. وفي قول الخضر عليهالسلام : لن تستطيع معي صبرا ، لا يريد أن ينفي الصبر عن موسى عليهالسلام سواء علم أم لم يعلم ، بل نفاه لأنه يخفى عليه سرّ ما يفعله الخضر عليهالسلام ، وهكذا فإن موسى عليهالسلام كان ينفد صبره ، ويسأل ، ثم يعود فيعتذر عن السؤال قبل أن يأخذ الجواب.
٦٩ ـ (قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً) ... قال موسى (ع) : سترى أنني أصبر بمشيئة الله (وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) وسأطيعك وأمتثل أوامرك أثناء مصاحبتي لك.
٧٠ ـ (قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ) ... أجابه الخضر عليهالسلام : إذا أردت مصاحبتي ومرافقتي فلا تسأل عن شيء تراني أفعله أثناء صحبتنا (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) أي حتى أبتدئك بتفسيره وتعليل